بحـث
المواضيع الأخيرة
الدعاية المسرحية بين ثقافة شمولية وثقافة رأسمالية
صفحة 1 من اصل 1
الدعاية المسرحية بين ثقافة شمولية وثقافة رأسمالية
الدعاية المسرحية
بين ثقافة شمولية وثقافة رأسمالية
د. أبو الحسن سلام
مثلما تتغير الثقافة وتتحول ، فإن لها القدرة أيضا على أن تباع وتشترى ، عندما تتحول من طريقة لقراءة الذات في سياق العالم إلى سلعة تعرض على العالم للبيع . وكما تذكرنا دائما إعلانات الشركات المتعددة الجنسيات ؛ فإن البيئة العالمية تؤكد اقتناع المستهلكين بالرغبة في المنتجات وشرائها . ولا يعد المسرح استثناء من قوانين العرض والطلب . ومن المؤكد أن آلية اشتراكات الجمهور الموسمية أو السنوية المخفضة لمشاهدة عروض بعض الفرق المسرحية – وهي أحد ى الطرق المتبعة في المسارح الغربية التي صممت بعناية للوصول إلى أقصى حد من العائدات المالية – وهي آلية تسويق مفتقدة في ثقافتنا التسويقية ، لآ شك أنها وسيلة تسويق وترويج ناجعة في تفعيل الرواج الجماهيري لمنتجاتنا المسرحية.، فعلى الرغم من ميلنا الغالب إلى افتراض أن الفنون معفاة من قوى السوق؛ فإن قيمة السلعة في عرضها ، سواء أكانت فكرية أم ترفيهية معنوية أم مادية. . فما قيمة أن نعرض منتجا لا تقبل عليه الجماهير ؟! يقول ماكلينتوك (1995 :22) " تجلس السلعة على أعتاب الثقافة والتجارة فتخلط بين الحدود المقدسة فرضا بين علم الجماليات والاقتصاد، وبين المال والفن . وهناك احتمال في عروض البيثقافية المشتركة بين العالمين الأول والثاني إلى حيز التنفيذ."
ولأن فاعلية التداخل الثقافي بين ما هو وافد غربي عولمي ، وما هو مصري أو عربي ؛ ضاغطة على مخزون هويتنا الثقافية ومزاحم لها إلى حدود الإزاحة والإحلال ، لذا فإن المناسب لجمهورنا – الآن - من العروض المسرحية أو الفنية بعامة هي العروض البيثقافية ، التي تتداخل فيها عناصر الثقافة العولمية مع ثقافتنا القومية أو الوطنية ، فيما يشبه لونا من ألوان الحوار بين ثقافتين ، إحداهما تراثية أو تراثية معصرنة ، والأخرى حداثية عصرية. ذلك أن نبض الجمهور غالبا ما يميل إلى قراءة العرض المسرحي أو الفني في إطار الاختلاف الثقافي . فعرض ( حلم نحات) لوليد عوني يركز على التفاعل الثقافي داخل محمود مختار – رائد النحت المصري المعاصر- بين ثقافته المصرية الأصيلة وثقافته الأوروبية ، وأثر ذلك على إبداعاته النحتية ، ولكي يكشف المخرج ذلك التفاعلات البيثقافية ؛ زاوج بين أسلوبين من أساليب التعبير موسيقيا وتعبيريا جسديا ، فعندما ينهمك مختار متوحدا مع المثال الفرعوني الملازم له فتلك صورة بيثقافية ، وعندما يشرع النحات الفرعوني في توظيف المطرقة والأزميل في مادة مشروع التمثال ، وينهمك مختار في وضع اللمسات الأخيرة على التمثال نفسه بعد إتمامه ودبيب الحركة في التمثال نفسه ، في مصاحبة أغنية تراثية نوبية ، أو من الريف المصري ، ويعقب عليها المخرج ، بتعبير جسدي بأسلوب الباليه في تكوين إطاري في خلفية التمثال ، بوساطة جوقة تمثل آلهة الفنون السبع عند الإغريق ، مع مصاحبة الموسيقي الكلاسيكية السيمفونية، فتلك صورة بيثقافية. وعندما نرى راكوز المثّال في مقدمة فضاء المنظر المسرحي ، يستخدمه مختار مشجبا لتعليق معطف عمله في مرسمه وتعلوه قبعته الأوروبية ، وأسفل الراكوز تستند( جره) عند قاعدته ، وتلك صورة بيثقافية أيضا تستفذ المتفرج وتحضه على تفكير يربط بين عناصر الصورة ليكشف عن العلاقة التى بين عناصر ثقافة الغرب و عناصر ثقافة الشرق ، ليخلص إلى دلالة ذلك الارتباط ، ومن ثمّ تعمل فكرة قبول الآخر عملها في ثقافته؛ فيحل قيم معرفية أكثر رحابة وأكثر إنسانية ، محل قيم تمت إزاحتها.
وإذا قلنا إن العروض المسرحية في مجتمعات شمولية الأنظمة ، يهتم منتجوها بترويج الأفكار أكثر من اهتمامها بعناصر الفرجة ؛ لذا فإن عملية الدعاية بوصفها آلية للمسرح تعتمد على شباك التذاكر ، كعنصر مساعد ، وتقصر عند تلك الحدود ، أما الفكر الإنتاجي المسرح التجاري ، فيرى في مجرد وقوف الدعاية عند حدود شباك التذاكر ، مسرحا خاسرا. فالدعاية في في فكر المنتج المسرحي التجاري لا تتوقف عند حدود إعلام جمهور الخاصة والعامة بالعرض المسرحي ( عنوانه مواعيده مع بعض المعلومات الأساسية حول المؤلف والمخرج والنجوم أو الفنانين المشاركين فيه ) وحث الجمهور على ارتياد حفلاته، وإنما تتفنن في تخطط حملات إعلانية وأخرى إعلامية مكثفة و لحوحه تستميت في استعادة جمهور المسرح الذي اجتذبته المسلسلات التليفزيونية والشبكة العنكبوتية ( السات والشات) ، بغية الحصول على عوائد مالية ربحية في الأساس. حملات تتوزع فيما بين الوسائل الصحافية بوصفها أسهل الوسائل وأكثرها انتشارا بين قراء الصحف اليومية المتعددة ، ولقدرتها على نشر ×بار النجوم الإيجابية والسلبية ، وأثر ذلك على أن تظل صورة النجم حية في أذهان القراء ، وهو ما يسهم بطريقة غير مباشرة في الدعاية للعرض المسرحي الذي يشارك فيه هذا الفنان أو تلك الفنانة. هذا فضلا عن رخص أسعار النشر الصحافي قياسا على النشر التليفزيوني الباهظ التكاليف . ولدعاية والإعلان وسائل متعددة غير تقليدية ، مبتكرة تبعا لدقة التخطيط ومساحات الخيال الإعلاني وفنونه وما يرصد له من أموال.
أتمنى الاستفادة والاستمتاع للجمييييييييييييييع
مع خالص محبتي ومودتي للجميييييييييييييييييييييع
بين ثقافة شمولية وثقافة رأسمالية
د. أبو الحسن سلام
مثلما تتغير الثقافة وتتحول ، فإن لها القدرة أيضا على أن تباع وتشترى ، عندما تتحول من طريقة لقراءة الذات في سياق العالم إلى سلعة تعرض على العالم للبيع . وكما تذكرنا دائما إعلانات الشركات المتعددة الجنسيات ؛ فإن البيئة العالمية تؤكد اقتناع المستهلكين بالرغبة في المنتجات وشرائها . ولا يعد المسرح استثناء من قوانين العرض والطلب . ومن المؤكد أن آلية اشتراكات الجمهور الموسمية أو السنوية المخفضة لمشاهدة عروض بعض الفرق المسرحية – وهي أحد ى الطرق المتبعة في المسارح الغربية التي صممت بعناية للوصول إلى أقصى حد من العائدات المالية – وهي آلية تسويق مفتقدة في ثقافتنا التسويقية ، لآ شك أنها وسيلة تسويق وترويج ناجعة في تفعيل الرواج الجماهيري لمنتجاتنا المسرحية.، فعلى الرغم من ميلنا الغالب إلى افتراض أن الفنون معفاة من قوى السوق؛ فإن قيمة السلعة في عرضها ، سواء أكانت فكرية أم ترفيهية معنوية أم مادية. . فما قيمة أن نعرض منتجا لا تقبل عليه الجماهير ؟! يقول ماكلينتوك (1995 :22) " تجلس السلعة على أعتاب الثقافة والتجارة فتخلط بين الحدود المقدسة فرضا بين علم الجماليات والاقتصاد، وبين المال والفن . وهناك احتمال في عروض البيثقافية المشتركة بين العالمين الأول والثاني إلى حيز التنفيذ."
ولأن فاعلية التداخل الثقافي بين ما هو وافد غربي عولمي ، وما هو مصري أو عربي ؛ ضاغطة على مخزون هويتنا الثقافية ومزاحم لها إلى حدود الإزاحة والإحلال ، لذا فإن المناسب لجمهورنا – الآن - من العروض المسرحية أو الفنية بعامة هي العروض البيثقافية ، التي تتداخل فيها عناصر الثقافة العولمية مع ثقافتنا القومية أو الوطنية ، فيما يشبه لونا من ألوان الحوار بين ثقافتين ، إحداهما تراثية أو تراثية معصرنة ، والأخرى حداثية عصرية. ذلك أن نبض الجمهور غالبا ما يميل إلى قراءة العرض المسرحي أو الفني في إطار الاختلاف الثقافي . فعرض ( حلم نحات) لوليد عوني يركز على التفاعل الثقافي داخل محمود مختار – رائد النحت المصري المعاصر- بين ثقافته المصرية الأصيلة وثقافته الأوروبية ، وأثر ذلك على إبداعاته النحتية ، ولكي يكشف المخرج ذلك التفاعلات البيثقافية ؛ زاوج بين أسلوبين من أساليب التعبير موسيقيا وتعبيريا جسديا ، فعندما ينهمك مختار متوحدا مع المثال الفرعوني الملازم له فتلك صورة بيثقافية ، وعندما يشرع النحات الفرعوني في توظيف المطرقة والأزميل في مادة مشروع التمثال ، وينهمك مختار في وضع اللمسات الأخيرة على التمثال نفسه بعد إتمامه ودبيب الحركة في التمثال نفسه ، في مصاحبة أغنية تراثية نوبية ، أو من الريف المصري ، ويعقب عليها المخرج ، بتعبير جسدي بأسلوب الباليه في تكوين إطاري في خلفية التمثال ، بوساطة جوقة تمثل آلهة الفنون السبع عند الإغريق ، مع مصاحبة الموسيقي الكلاسيكية السيمفونية، فتلك صورة بيثقافية. وعندما نرى راكوز المثّال في مقدمة فضاء المنظر المسرحي ، يستخدمه مختار مشجبا لتعليق معطف عمله في مرسمه وتعلوه قبعته الأوروبية ، وأسفل الراكوز تستند( جره) عند قاعدته ، وتلك صورة بيثقافية أيضا تستفذ المتفرج وتحضه على تفكير يربط بين عناصر الصورة ليكشف عن العلاقة التى بين عناصر ثقافة الغرب و عناصر ثقافة الشرق ، ليخلص إلى دلالة ذلك الارتباط ، ومن ثمّ تعمل فكرة قبول الآخر عملها في ثقافته؛ فيحل قيم معرفية أكثر رحابة وأكثر إنسانية ، محل قيم تمت إزاحتها.
وإذا قلنا إن العروض المسرحية في مجتمعات شمولية الأنظمة ، يهتم منتجوها بترويج الأفكار أكثر من اهتمامها بعناصر الفرجة ؛ لذا فإن عملية الدعاية بوصفها آلية للمسرح تعتمد على شباك التذاكر ، كعنصر مساعد ، وتقصر عند تلك الحدود ، أما الفكر الإنتاجي المسرح التجاري ، فيرى في مجرد وقوف الدعاية عند حدود شباك التذاكر ، مسرحا خاسرا. فالدعاية في في فكر المنتج المسرحي التجاري لا تتوقف عند حدود إعلام جمهور الخاصة والعامة بالعرض المسرحي ( عنوانه مواعيده مع بعض المعلومات الأساسية حول المؤلف والمخرج والنجوم أو الفنانين المشاركين فيه ) وحث الجمهور على ارتياد حفلاته، وإنما تتفنن في تخطط حملات إعلانية وأخرى إعلامية مكثفة و لحوحه تستميت في استعادة جمهور المسرح الذي اجتذبته المسلسلات التليفزيونية والشبكة العنكبوتية ( السات والشات) ، بغية الحصول على عوائد مالية ربحية في الأساس. حملات تتوزع فيما بين الوسائل الصحافية بوصفها أسهل الوسائل وأكثرها انتشارا بين قراء الصحف اليومية المتعددة ، ولقدرتها على نشر ×بار النجوم الإيجابية والسلبية ، وأثر ذلك على أن تظل صورة النجم حية في أذهان القراء ، وهو ما يسهم بطريقة غير مباشرة في الدعاية للعرض المسرحي الذي يشارك فيه هذا الفنان أو تلك الفنانة. هذا فضلا عن رخص أسعار النشر الصحافي قياسا على النشر التليفزيوني الباهظ التكاليف . ولدعاية والإعلان وسائل متعددة غير تقليدية ، مبتكرة تبعا لدقة التخطيط ومساحات الخيال الإعلاني وفنونه وما يرصد له من أموال.
أتمنى الاستفادة والاستمتاع للجمييييييييييييييع
مع خالص محبتي ومودتي للجميييييييييييييييييييييع
NoUr kasem- مساعد المدير
- عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل
مواضيع مماثلة
» بنية المسرحية
» فن المسرحية , مقال
» المسرحية الإغريقية والرومانية
» عزيز نيسين , الاعمال المسرحية
» التصورات المسرحية وتقنيات الإخراج
» فن المسرحية , مقال
» المسرحية الإغريقية والرومانية
» عزيز نيسين , الاعمال المسرحية
» التصورات المسرحية وتقنيات الإخراج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت نوفمبر 30, 2013 5:57 am من طرف ايمن حسانين
» لقاء تليفزيونى للكاتب المسرحى / ايمن حسانين
الإثنين نوفمبر 04, 2013 3:20 am من طرف ايمن حسانين
» أحلى عيد لأغلى مموشة
الأحد ديسمبر 09, 2012 8:30 am من طرف FOX
» احترت في هذا العيد هل أعلن فرحي للمعايدة أم أعلن الحداد ؟!
الإثنين نوفمبر 07, 2011 10:15 am من طرف NoUr kasem
» محمود درويش . . تكبر تكبر
الخميس أكتوبر 27, 2011 8:56 am من طرف NoUr kasem
» المخلـــــــــــــــــــــص
الأحد أكتوبر 23, 2011 7:11 am من طرف NoUr kasem
» عيوني هي التي قالت : وما دخلي أنا
الجمعة أكتوبر 21, 2011 1:37 pm من طرف sanshi
» سيمفونية سقوط المطر
الجمعة أكتوبر 21, 2011 8:42 am من طرف NoUr kasem
» مسلسل "أوراق مدير مدرسة" يعرض مشاكل الطلاب والأساتذة وصعوبات التدريس الحديث
الجمعة أكتوبر 21, 2011 7:46 am من طرف NoUr kasem