مهرجان هولندا كرنفال مسرحي عالمي

اختتمت في مدينة أمستردام الدورة الثانية والستون لتظاهرة (مهرجان هولندا العالمي للفنون) Holland festival . على مدى ثلاثة اسابيع عاش محبو وعشاق الفن والمسرح اياما كرنفالية فنية ممتعة بمتابعة نشاطات المهرجان الذي أضاف أجواء احتفالية فنية أكثر بهاء ً لمدينة أمستردام.

وعلى ضوء تقليد راسخ في هذا المهرجان تم استقطاب المع الاسماء العالمية ودعوة احدث التجارب الإبداعية الفنية الحديثة والعروض الشعبية المحلية والعالمية المتنوعة من الغرب والشرق، واحيانا من العالم العربي، من أجل تبادل الخبرات، والتعرف على ثقافات وتراث البلدان المشاركة من خلال عروضها الفنية. جاء المهرجان هذا العام وفي حقيبته عدد كبير من الأعمال الفنية الكثيرة والمتنوعة تزيد على أكثر من أربعين عملاً فنياً وأدبياً: مسرح، سينما، موسيقى، أوبرا، رقص، فنون بصرية واستعراضية، ومحاضرات.

افتتاح روسي
حملت هذه الدورة عنوان ( السكينة والقلق)، لتطرح بذلك أحد أهم أسئلة عصرنا، الذي يشكو الكثيرون فيه من فقدان السكينة. وأفتتح المهرجان يوم الخميس 4 يونيو/ حزيران، بمحاضرة لمدير المهرجان عن الرقص والمسرح، وعن السكينة والقلق. ومن ثم تابع الجمهورالعمل الراقص الضخم (ثلاث رقصات فردية) للراقص العالمي الروسي الامريكي "مايكل بارشينو كوف" مع الراقصة الاسبانية المعروفة "انا لاكونه" أما العرض الثاني فكان لفرقة البالية الوطنية الروسية بمناسبة مائة عام على الرقص الروسي، على قاعة (مسرح الموسيقى) في أمستردام.

آدم في المنفى
حضر جمهور غفير من المشاهدين لمتابعة أداء الأوبرا الهولندية بعرضها الاوبرالي المميز(ادم في المنفى) على قاعة (ستادس سخاوبورخ) والنص للشاعر الهولندي المعروف من القرن السابع عشر "يوست فوندل" ومن اخراج الفنان الهولندي "كاو كاسرسيس". يتناول العمل قصة "ادم وحواء" وطردهما من الجنة. يظهر "إبليس" في العرض عبارة عن نصب كبير يتوسط خشبة المسرح يفصل بين الملائكة الذي يقفون أعلى المسرح، وآدم وحواء في الاسفل.

أيوب
قصة أخرى من قصص التوراة تشكل أساساً لعرض من العروض المسرحية الهولندية المتميزة للمخرج الهولندي المعروف (يوهان سيمونس). قـُدّمت مسرحية "ايوب"، باللغة الألمانية مع ممثلين المان مع ترجمة على الشاشة الى اللغة الهولندية. تروي لنا المسرحية قصة عائلة مكونة من الزوج والزوجة وأبناؤهم الأربعة الذين لا يخلو أي منهم من مشكلة نفسية أو بدنية، وحياة بطل المسرحية الاب (مندل سنكر) التي تُشبه حياة النبي أيوب في "التوراة" بصبره الطويل وتحمله المصاعب. مندل هو الآخر يخسر كل شيء: وطنه، ابنه، زوجته، إيمانه الديني. لكن بالرغم من ذلك يكافأ في النهاية بأن يستعيد ابنه الضائع الذي أصبح موسيقاراً مشهوراً وناجحا. ويجد البطل راحته وسعادته من خلال سماع موسيقى ابنه. قُدم هذا العمل المتقن في التمثيل والاخراج من خلال محاكاة التراث الديني بروح عصرية، حيث كسر المخرج المألوف والسائد والمتوقع، وتفاعل الجمهور مع العرض في المتابعة والتلقي.

الجسد وتحفيز الحواس
مسرحية (الجسد الابيض) القادمة من فيتنام، هو للكوريغرافية "اياسولي" الفرنسية- الفتينامية التي كشفت في عملها هذا عن الجانب الانساني المختبئ خلف جمالية الحركة المسرحية، وموقع الحرية الفردية في هذا الزمن المضطرب، زمن الحداثة والاستهلاك. يمتزج عملها المسرحي بالرقص والموسيقى لتخلق تجربة محفزة للعقل والحواس. اعتمد العمل برمته على لغة الجسد البليغة والحركة من خلال خمسة ممثلين، ثلاثة منهم يقبعون تحت أنقاض الديكتاتورية، واثنان في مقدمة المسرح يفصلهما حاجز من النايلون. تميز العمل برشاقة حركة الممثلين المدهشة على مدى ساعتين من الزمن. أعطت المخرجة إحساسا طقوسياً منذ البداية عبر توظيفها للموسيقى وسرد الحكاية من خلال صراخ الجسد خلف النايلون الذي حفز الحواس. والجسد في هذا العمل مكان يعيش فيه التاريخ والسياسية.

أورفيوس العالم الثالث
أورفيوس لفرقة (جنوب افريقيا) بقيادة المخرج "بيرت بيلي" وهو الذي تمتاز عروضه بشئ من الاستفزاز. يأخذنا المخرج إلى مكان ناء بعيد عن العالم المتحضر، وهناك يحكي لنا قصة (اورفيوس) بحثا عن اوريدوس حبيبته الجميلة التي تتبعه الى العالم السفلي في إفريقيا. تحدث العمل عن معاناة العالم الثالث من المرض والجنس وفي النهاية فإن موسيقى اورفيوس الشجية والبديعة هي التي تعطي الامل.


Woyzeck
قدم المخرج النمساوي عملاً مسرحياً أثار الكثير من الجدل بعنوان Woyzeck، هذا المخرج الذي عُرف في هولندا من خلال عمله (ليدي ماكبث) في عام 2006 الذي سبق وان شارك في مهرجان "هولندا العالمي للفنون" اما عمله هذا فقدمه بإخراج عنيف جداً. يدور العرض حول جندي ملتزم يتحول الى مجرم في عالم قاس. وهذا الجندي هو شخص كسول ومدمن على المخدرات يصنع منه العالم الخارجي قاتلاً، في عالم ملئ بالعفونة والخيانة التي عملت على تغير حياته. هذه الحياة ما هي الا عبارة عن شظايا ذكريات لشخص كسول ومدمن على المخدرات ثم شيئاً فشيئياً يصنع منه العالم الخارجي وحوله الى قاتل.

اختتام في الهواء الطلق
مساء الأحد 28 يونيو اختتمت فعاليات المهرجان. وفي الختام قدمت فرقة الاوبرا الهولندية عملاً أوبرالياً بعنوان (كارمن) في الهواء الطلق، من اخراج "روبرت كارسن" وموسيقى "جورج بزت". أثار هذا العمل إعجابا كبيرا لدى المشاهدين، وكتبت الصحافة الهولندية عن المهرجان بشكل يومي مستمر بالاضافة الى قناة التلفزيون الهولندي الذي تابع المهرجان.

أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بهذه االمعلومات

مع خالص تحياتي ومحبتي للجمييييييييييييييييييييع