الفنون المسرحية و الموسيقى kHaLeD aHmad aLsAyEd
نتمنى لكم المتعة والفائدة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الفنون المسرحية و الموسيقى kHaLeD aHmad aLsAyEd
نتمنى لكم المتعة والفائدة
الفنون المسرحية و الموسيقى kHaLeD aHmad aLsAyEd
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» لمحبي فن المسرح الجميل صدر اخيرا مسرحية " انا ارهابي "
مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Emptyالسبت نوفمبر 30, 2013 5:57 am من طرف ايمن حسانين

» لقاء تليفزيونى للكاتب المسرحى / ايمن حسانين
مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Emptyالإثنين نوفمبر 04, 2013 3:20 am من طرف ايمن حسانين

» أحلى عيد لأغلى مموشة
مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 8:30 am من طرف FOX

» احترت في هذا العيد هل أعلن فرحي للمعايدة أم أعلن الحداد ؟!
مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Emptyالإثنين نوفمبر 07, 2011 10:15 am من طرف NoUr kasem

» محمود درويش . . تكبر تكبر
مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Emptyالخميس أكتوبر 27, 2011 8:56 am من طرف NoUr kasem

» المخلـــــــــــــــــــــص
مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Emptyالأحد أكتوبر 23, 2011 7:11 am من طرف NoUr kasem

» عيوني هي التي قالت : وما دخلي أنا
مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 1:37 pm من طرف sanshi

» سيمفونية سقوط المطر
مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 8:42 am من طرف NoUr kasem

» مسلسل "أوراق مدير مدرسة" يعرض مشاكل الطلاب والأساتذة وصعوبات التدريس الحديث
مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 7:46 am من طرف NoUr kasem

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا

اذهب الى الأسفل

مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Empty مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا

مُساهمة  NoUr kasem الجمعة أغسطس 13, 2010 9:45 pm

صباح الخير للجميييييييييييييييييع

بمثل هاليوم من 54 عام توفي رائد الكتاب ورائد المسرح الفنان الذي كان له طريقته الخاصة في تأليف كتاباته

هذا الأديب الذي تركت أعماله بصمة لدى الجميع منذ تاريخه الى الآن وسيبقى الى الأبد خالدا في قلبوبنا

وفي قلوب الأجيال التي ستلينا

أنا هلأ عمبحكي عن الكاتب الألمع في تاريخ المسرح بريخت

وبمانسبة ذكرى وفاته ال54 أنا رح حط مجموعة من المعلومات حول حياته وفنه


البيت الذي ولد فيه بريشت في مدينة أوسبورغبرتولت بريشت Bertolt Brecht (ولد في أوجسبورج في 10 فبراير 1898 – مات في برلين في 14 أوغسطس 1956) هو شاعر وكاتب ومخرج مسرحي ألماني. يعد من أهم كتاب المسرح في القرن العشرين. كما انه من الشعراء البارزين

حياته
ولد برتولت بريشت في 10 فبراير 1898 في مدينة أوجسبورج. درس الطب في ميونخ, وهناك تعرف على لودفيج فويشتنفانجر, وعمل في مسرح كارل فالنتين. وفي عام 1922 حصل بريشت على جائزة كلايست عن أول أعماله المسرحية. وفي عام 1924ذهب إلى برلين, حيث مخرجا مسرحيا. وهناك اخرج العديد من مسرحياته.وتزوج عام 1929 من الممثلة هلينا فايجل Helene Weigel

وفي عام 1933 بعد استيلاء هتلر على السطة في ألمانيا, هرب إلى الدانمارك. ثم هرب عام 1941 من الدانمارك من القوات الألمانية التي كانت تتوغل في أوروبا, وتحتل كل يوم بلدا جديدا, فهرب إلى سانتا مونيكا في كاليفورنيا, وهناك قابل العديد من المهاجرين الألمان الذين فروا من الدولة الهتلرية, التي بدأت تمارس القهر والاغتيالات ضد المعارضين, وتفرض اضطهادا لا حدود له ضد اليهود, وتحرق كتب الأدباء التي لا ترضى عنهم. والتي كانت كتب بريشت من الكتب التي أحرقت.


وهناك في أمريكا لم يكن بريشت راضيا عن الأوضاع الاجتماعية و الأخلاقية في أمريكا. وفي عام 1947 حوكم برتولت بريشت في واشنطن, بسبب قيامه بتصرفات غير أمريكية

وفي عام 1948 عاد إلى الوطن ألمانيا, ولكن لم يسمح له بدخول ألمانيا الغربية, فذهب إلى ألمانيا الشرقية, حيث تولى هناك في برلين الشرقية إدارة المسرح الألماني. ثم أسس في عام 1949 "مسرح برلينر إنسامبل" (فرقة برلين). وتولى عام 1953 رئاسة نادي القلم الألماني. وحصل عام 1954 على جائزة ستالين للسلام. وقد أثر مسرح "برلينر إنسامبل" على المسرح الألماني في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية, وظل بريشت يعمل في هذا المسرح حتى وفاته في عام 1956.


أدبه
يعتبر بريشت من أهم كتاب المسرح العالمي في القرن العشرين. ويقوم مذهبه في المسرح على فكرة أن المشاهد هو العنصر الأهم في تكوين العمل المسرحي, فمن اجله تكتب المسرحية, حتى تثير لديه التأمل و التفكير في الواقع, واتخاذ موقف ورأي من القضية المتناولة في العمل المسرحي. ومن أهم أساليبه في كتابة المسرحية:

هدم الجدار الرابع : ويقصد به جعل المشاهد مشاركا في العمل المسرحي, واعتباره العنصر الأهم في كتابة المسرحية. والجدار الرابع معناه أن خشبة المسرح التي يقف عليها الممثلون, ويقومون بأدوارهم ، هي تشبه غرفة من ثلاثة جدران, والجدار الرابع هو جدار وهمي وهو الذي يقابل الجمهور.
التغريب : ويقصد به تغريب الأحداث اليومية العادية, أي جعلها غريبة ومثيرة للدهشة, وباعثة على التأمل و التفكير.
المزج بين الوعظ والتسلية, او بين التحريض السياسي وبين السخرية الكوميدية.
استخدام مشاهد متفرقة : فبعض مسرحياته تتكون من مشاهد متفرقة, تقع أحداثها في أزمنة مختلفة, ولا يربط بينها غير الخيط العام للمسرحية. كما في مسرحية "الخوف و البؤس في الرايخ الثالث" 1938. فقد كتبها في مشاهد متفرقة تصب كلها في وصف الوضع العام لألمانيا في عهد هتلر, وما فيه من القمع و الطغيان و السوداوية التي ينبأ بحدوث كارثة ما.
استخدام أغنيات بين المشاهد وذلك كنوع من المزج بين التحريض و التسلية.
كتب بريشت أولى أعماله المسرحية وهي"بعل" Baal وكان متأثرا فيها بفترة التعبيرية. أما في مسرحية "أوبرا الثلاثة قروش" 1928 التي حققت له نجنحا عالميا, فقد كانت تصور بطريقة عفوية مبدأ: "في البداية الطعام, ثم الأخلاق". وكان بريشت من أهم كتاب المسرح في ألمانيا قبل عام 1933. ولكن بعد استيلاء هتلر على الحكم ، واضطهاده اليهود, و إحراقه كتب الأدباء الذين لا ينتهجون نهجا نازيا, هرب من ألمانيا إلى الدانمارك, وعاش فيها في الفترة بين عامي 1933 و 1939. ثم هرب إلى أمريكا حيث اجتاحت القوات النازية الدانمارك. وكتب في أمريكا أهم أعماله, منها نظريته عن المسرح الملحمي, التي نشرها بريشت عام 1948, بعنوان الأرجانون الصغير للمسرح .

ونجد في أعمال بريشت حيرته إزاء العالم و قضاياه, ففى نهاية مسرحيته "الإنسان الطيب في ستشوان" يقول بريشت: "نقف هنا مصدومين, نشاهد بتأثر الستارة وهي تغلق وما زالت كل الأسئلة مطروحة للإجابات".

وفي مسرحية "حياة جاليليو" التي كتبها عام 1943 في المهجر في الدانمارك, تدور الأحداث حول عالم الفيزياء الإيطالي جاليليو, الذي يتراجع أمام سلطة الكنيسة, ويتخلى عن إنجازاته و أعماله العظيمة خوفا من التعذيب و الحرق. وترمز هذه المسرحية إلى وضع العلماء الألمان بعد تولي هتلر السلطة في ألمانيا.


قبر بريشت وزوجته هلينا



أعماله المسرحية
بعل
طبول في الليل
حياة إدوارد الثاني ملك إنجلترا
الرجل هو الرجل
أوبرا الثلاثة قروش
صعود وسقوط مدينة مهاجوني
حياة جاليليو
الاستثناء والقاعدة
الأم
البؤس والخوف في الرايخ الثالث
الأم شجاعة وأبنائها
الإنسان الطيب من سيتشوان
دائرة الطباشير القوقازية

مسرحيات من فصل واحد
الزفاف
الشحاذ, أو اليد الميتة
كم يكلف الحديد
الخطايا السبعة المهلكة

كلمات
"حقا أنني أعيش في زمن أسود.. الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها.. الجبهة الصافية تفضح الخيانة.. والذي ما زال يضحك.. لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب.. أي زمن هذا؟"


عدل سابقا من قبل بجماليون في السبت أغسطس 14, 2010 10:35 am عدل 1 مرات
NoUr kasem
NoUr kasem
مساعد المدير
مساعد المدير

عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Empty رد: مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا

مُساهمة  NoUr kasem الجمعة أغسطس 13, 2010 9:48 pm

بيرتولت بريخت: رائد المسرح الملحمي

مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا 0,,1222767_1,00

الكاتب برتولد بريختبيرتولت بريخت هو أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في المسرح العالمي، فلقد تعدت شهرته حدود ألمانيا لتصل إلى كافة أنحاء العالم، حتى يمكن القول أن معظم الحركات المسرحية الحديثة خرجت من تحت عباءته.



عكست مسيرة الكاتب والشاعر الألماني بيرتولت بريخت الفكرية الأحداث المتلاطمة التي شهدها النصف الأول من القرن العشرين في أوروبا. ففي ظل الفساد السياسي وغياب الوعي الشعبي في ألمانيا أيام الحكم النازي بلور بريخت فكرته عن المسرح الملحمي كمقابل للمسرح الدرامي المعتاد. وسعى من خلال هذا اللون المسرحي أن يخلق جمهوراً يستطيع التفاعل مع الأحداث ليتحرر من دوره كمشاهد سلبي.



رحلة طويلة مع المنافي



عرض حديث لمسرحية اوبرا القروش الثلاثة على خشبة مسرح هامبورغولد بريخت عام 1898 في أوجسبورغ جنوب ألمانيا،وانتقل إلى برلين عام 1924 ليعايش التطورات المعاصرة في مجال المسرح والأدب. شهد التاريخ الألماني عن قرب، فابنه فرانك جُند في الجيش الألماني وقُتل عام 1943 في الحرب العالمية الثانية على الجبهة الروسية، بريخت نفسه هجر ألمانيا عام 1933 بعد وصول الحكم النازي إلى السلطة وأتخذ من الدنمارك منفى اختيارياً له. وعاش فيها ست سنوات، ثم قام بنزوح طويل عبر عواصم المهجر الإسكندنافية حتى انتقل إلى روسيا ومنها إلى أقصى الشرق حيث ركب باخرة ووصل إلى كاليفورنيا على الساحل الأمريكي الغربي. هناك قضى بضع سنوات عصيبة، شعر فيها بعزلة شديدة حيث لم تعره الحياة الثقافية الأمريكية أي اهتمام يذكر. وفي خاتمة المطاف اتهمته لجنة مراقبة النشاطات المناهضة لأمريكا بالشيوعية وذلك أيام المكارثية الشهيرة.



طبعت السياسة معظم أعمال بريخت المسرحية والأدبية. وكان لكتابات ماركس وهيجل التحليلية بالغ الأثر عليه، فحاول بريخت خلال مسيرته الفنية مخاطبة أكبر عدد من الجمهور، لإقناعهم بأهمية تحرير أدوات إنتاجهم من سيطرة رأس المال. أولى مسرحياته التي لاقت نجاحاً كبيراً كانت أوبرا "القروش الثلاثة"، وتضمنت المسرحية نقداً لاذعاً لأوضاع النظام البرجوازي أيام جمهورية فايمر. وكان من الطريف أن تلقى المسرحية هذا النجاح والإعجاب من قبل من تعمد بريخت انتقادهم. مسرحية "أوبرا القروش الثلاثة" هي واحدة من أمهات الأعمال في المسرح الحديث، ويندر أن يوجد مسرح في العالم لم يقدم صياغة لها بشكل من الأشكال.


مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا 0,,757103_1,00
عرض حديث لمسرحية الأم في برلين


برغم الطابع السياسي لأعمال بريخت نجت هذه الأعمال من الفجاجة والمباشرة التي تعيب عادةً المسرحيات السياسية. حتى بريخت نفسه كان ينحى بنفسه جانبا عن الأيديولوجيات في أعماله الادبية ولم يعرف عنه القيام بتعليقات مباشرة صادمة، فقد كان يفضل تجنب المواجهات الانتحارية مع الأنظمة التي كان يعيش في كنفها، كما يلمح المرء عنده محاولة مستمرة لمراجعة وتنقيح أفكاره وعدم الارتكان على فكرة واحدة منتهية. مسرحياته الملحمية تسعى إلى تحفيز الجمهور على إمعان التفكير حتى يُكوّن وعياً خاصاً به تجاه ما يراه، وذلك على العكس من المسرح الدرامي أو الآرسطي حيث يكتفي الجمهور بدور المتابع السلبي. كما تمتد أفكار المسرح الملحمي إلى دور الممثل على خشبة المسرح، محاولة تغير طابع وظيفة الممثل من مؤدٍ إلى عنصر إيجابي في المسرحية، حيث كان بريخت يدعو ممثليه إلى جعل قدر من المسافة بينهم وبين النصوص واتخاذ مواقف نقدية منها أثناء أداءها وليس فقط تكرارها بشكل ميكانيكي.



عاد بريخت إلى برلين عام 1949 وشارك في تأسيس المسرح البرليني أو "برلينير انسامبل". واصطدمت بعض أعماله مع العقلية البيروقراطية لموظفي الهيئات الثقافية، حتى أن بعض أعماله رفضت. في آواخر حياته استطاع تأسيس مسرحه الخاص، وفضل استثمار معظم وقته في التركيز على كتابة أعمال جديدة وإخراجها للمسرح. وفي تلك الفترة نجح بريخت في اجتذاب عدد كبير من المواهب إلى مسرحه، فأصبح المسرح مصنعاً للأفكار الجديدة.



من هم أعمال بريخت: بال، حياة الجليلي، الأم شجاعة وأبنائها، دائرة الطباشير القوقازية، الأم، السيد بونتيلا وعبده ماتي.



توفي بريخت عام 1956 عن عمر ناهز الـ 58 عاماً ودفن في برلين.

NoUr kasem
NoUr kasem
مساعد المدير
مساعد المدير

عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Empty رد: مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا

مُساهمة  NoUr kasem الجمعة أغسطس 13, 2010 9:50 pm

بيرتولت بريخت: "الشاعر الذي يلي غوتة في الأهمية"

Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: برتولت بريشت ابتكر المسرح القصصي الحديث المعروف في العالم أجمعبعد خمسين عاما من وفاته يبدو بيرتولت بريخت خارج الدوائر ودور النشر ووسائل الإعلام المهتمة بالأدب في ألمانيا.غير أن هذا المسرحي الفذ يلعب دورا كبيرا في عالم اليوم خارج بلده. ليندا كسابو حاولت إلقاء الضوء على ذلك.



منذ أيام شبابه كان بيرتولت بريخت مقتنعا أنه سيصبح ثاني أكبر شاعر ومفكر في ألمانيا. فقد صرح لحبيبته وقت الدراسة: "سوف آتي بعد غوتة مباشرة". لكن جنون العظمة الشبابي هذا لم يكن مخالفا للواقع، فقد وجدت أعماله طريقها إلى كل مسرح وكل كتاب مدرسي وحتى إلى شاشة التلفزيون. أما اليوم وبعد خمسين عاما على وفاته، فقد أظهرت دراسة قامت بها جمعية البحوث الاجتماعية Gewis أن بريخت أضحى مجهولا لدى الألمان. ففي تكليف من مجلة بوشر Bücher تم طرح أسئلة حول بريخت على أكثر من ألف رجل وامرأة صرح 42 بالمئة منهم أنهم لم يسبق لهم قراءة أو مشاهدة أي من أعماله. ولم يكن لدى الأغلبية العظمى منهم أدنى فكرة أن بريخت أسس واحدا من أكثر المسارح شهرة في العالم وهو مسرح "برلينر أنسامبل" في العاصمة برلين. واستنتج رئيس تحرير مجلة بوشر كونراد ليشكا على أساس نتائج الدراسة أن "بريخت أصبح من الماضي وبكل بساطة ".



"الابن العاق"



Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: تمثال بريشت التذكاري أمام قصر أدميرالبالاست ببرلين لماذا لا يريد إذن تلاميذ المعلم الكبير بريخت أن يسمعوا عنه؟ أثناء حياته كان هذا الأديب المعروف بتأييده الكامل للشيوعية يكرم أو بالأكثر يهان حسب إيديولوجية المحيطين به. وخلال الحرب الباردة تمت مقاطعته من قبل بعض الأدباء في ألمانيا الغربية كونه "شيوعي وملحد" على حد قولهم. وحتى علاقته بمسقط رأسه مدينة اوغسبورج فكانت خالية من الدفء. وهكذا قرر الانتقال إلى ميونيخ حيث لم يجد الترحيب الذي كان يتوقعه. وقد وصفه كورت جيورج كيزينجر السياسي الألماني ومستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية السابق بـ"ابن المدينة الكبير، لكنه ابن عاق".



وفي الدوائر الشيوعية أيضا كان الاستقبال باردا لهذا للشيوعي المتحمس. "لم يكن هناك تفهم لمسرح بريخت القصصي أو اهتمام به في موسكو"، يقول راينهولد يارتسكي كاتب سيرة بريخت. وعلى الرغم من آرائه المتطرفة نجا من منفى سوفيتي". ورغم دعمه الكامل لمشروع الشيوعية فقد حافظ على ابتعاده عن الدوائر الحاكمة في الدول الذي تبنته.



الكتب المدرسية لم تجعله محبوبا لدى لأطفال



Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: بمناسبة إعادة افتتاح القصر قدم المخرج كلاوس ماريا برانداور مسرحية بريشت الشهيرة "أوبرا الثلاث بنسات" لكن إرجاع شهرة بريخت إلى أسباب سياسية فقط يعد تبسيطا شديدا للأمور، فقد أظهرت نتيجة أخرى للدراسة أن 55 بالمئة من المشاركين في الدراسة توجب عليهم قراءة عمل لبريخت في المدرسة. وقد أدى عدم حبهم لذلك العمل إلى ابتعادهم عن قراءة أعمال أخرى له. وهذا ما طرح تساؤلات عديدة مثل: هل يتم فرض بريخت في وقت مبكر للغاية؟ هل يتم تقديمه بطريقه خاطئة؟ بروفيسور يان كنوبف رئيس قسم "بيرتولت بريخت" في جامعة كارلسروهه يرى أن تلك الدراسة لا تبعث على القلق. فبريخت معروف بطرق مختلفة عن جوتة وتوماس مان. فقد استقرت أقواله في اللغة الدارجة دون أن نعلم: "أولا يأتي الطعام وبعد ذلك الأخلاق". "من يكافح يمكن أن يخسر، ولكن من لا يكافح فقد خسر بالفعل".



بريخت المشهور بشكل أكثر خارج بلده



Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: شخصيات بريشت تمثل رعبا بالنسبة للتلاميذ بسبب إظهاره للعنف في المجتمع دون تجميل. في مناطق أخرى في العالم يحظى بريخت بشهرة كبيرة. وهذا ما يعكسه برنامج مسرح "برلينر انسامبل" ضمن فعاليات مهرجان بريخت هذا العام، حيث تقدم فرق مسرحية من طوكيو وبرشلونة وبودابست ونيس وزغرب وفلورنسا عروضها. يقول بروفيسور كنوبف: "مسرحيات بريخت لا تكلف تقريبا شيئا فيما يتعلق بديكور المسرح والملابس، بل إن خشبة المسرح ذاتها يمكن الاستغناء عنها".



بالإضافة إلى ذلك يلعب بريخت دورا مهما في المجالات التي كتب عنها كالظلم السياسي والطغيان والرياء الاجتماعي. وقد سجلت أعماله نجاحا ساحقا في جنوب أفريقيا على سبيل المثال كما يقول البروفيسور شتيفان بروكمان ناشر كتاب بريخت السنوي الذي تصدره جامعة كارنجي-ملون ببتسبورج. ويضيف أن بريخت يتم تكريمه في بيرو وتشيلي والكثير من دول شرق أوروبا أكثر بكثير من موطنه ألمانيا. "فتأثيره على المسرح البرازيلي على سبيل المثال كبير إلى حد لا يمكن قياسه".



تراجع أهمية داعم الثورة في مجتمع اليوم



يرى بروفيسور بوكمان أن بريخت يصيب عصب الزمن في المجتمعات المتواجدة في مرحلة انتقالية حاليا بجمله الثورية والسياسية وأساليبه الجمالية. لهذا تم تقديم عروض مسرحية كثيرة لأعماله في الأعوام اللاحقة لسنة 1968 بعد ثورة الطلبة في ألمانيا. غير أن الإحصاءات الأخيرة لجمعية المسرح أظهرت أن مسرحيات بريخت لا تظهر ضمن المسرحيات العشرين الأكثر عرضا في ألمانيا بأي حال.



من الواضح أن المجتمعات الغربية المرفهة لا تخاطبها أعمال بريخت اليوم. رغم ذلك يرى بروكمان إنه من أكثر مسرحيي القرن العشرين تأثيرا وأهمية على الإطلاق في مختلف أنحاء العالم. أما الجمهور الألماني فهو يكفر قليلا عن تجاهله له، ففي الحادي عشر من شهر أغسطس/ آب، أي قبل يومين على ذكرى وفاته بدأت فعاليات مهرجان تكريم بريخت في برلين هذا العام.

NoUr kasem
NoUr kasem
مساعد المدير
مساعد المدير

عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Empty رد: مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا

مُساهمة  NoUr kasem الجمعة أغسطس 13, 2010 9:51 pm

المسرح البريختي


لنتفق اولا على التسمية , كثيرون يطلقون على المسرحي الالماني اسم "برشت"ومنهم استاذي جلال خوري في حديثه مع الفرنسيين..وآخرون يفضلون تسميته :" برخت" ومنهم صديقي وزميلي على مقاعد الدراسة الناقد المسرحي المخضرم عبيدو الباشا الذي قال لي مرة : الا زلت تسميه " بريخيت "..اسمه "برخت "يا رجل ..وضحك ساخرا كعادته والحقيقة , انني كنت استخدم اللفظتين "برشت وبرخت " الى ان التقيت مرة بالمخرج السينمائي رفيق حجار واستوضحت الامر من زوجته الالمانية فكان لفظها للاسم بكسر الخاء اي "بريخيت
على اي حال ,الخلاف بين المسرحيين العرب ليس فقط على التسمية بل على مفهوم نظرية " التغريب " التي وضعها بريخيت للمسرح ..الخلاف الكبير دّب بينهم لسببين الاول هو ترجمة " الاورغانون الصغير للمسرح " الذي وضع فيه بريخيت مجمل نظرياته , والثاني حول كيفية تطبيق هذه النظريات في مجتمع لم يتعرف في البداية على المسرح ودوره في تغيير المجتمع ..
بالنسبة للترجمة كانت المشكلة هي في النقل عن اللغة الفرنسية الى العربية وفي تدخل المترجم في تفسير الكلمات وفق مفاهيمه للامور..وقد كشف لي هذا الامر الاستاذ غسان سلامة – استاذ مادة تاريخ المسرح في معهد الفنون , قبل ان يعتلي منصب وزير الثقافة – الذي قضى العام الجامعي باكمله شارحا اخطاء الترجمة في مقارنة بين النص العربي المنشور في مجلة " الطريق " والنص الالماني ..ويا ليت لو يزّود الاستاذ سلامةالمكتبة العربية بطباعة ترجمته" للاورغانون من مسرحية بريختية للمخرج يوسف رقة
في الصورة من اليمين الممثلون : علي السموري -علي كلش -ضياء منصور -عمر ميقاتني
وفي الصورة الثانية : ناجي شامل والممثلة رانيا مروّة

حمل مسرح بريخيت عدة تسميات فمنهم من اطلق عليه اسم المسرح الملحمي وآخرون مسرح التغريب ومنهم من قال انه مسرح التغيير , كل هذه التعابير سليمة وتنطبق على هذا المسرح وهدف بريخيت من وضع نظريته ..
في البداية , لنتعرف على ولادة النظرية التي تلخص الكثير من الاهداف التي وضعت من اجلها , فقد كان بريخيت يشاهد مسرحية الملك لير لشكسبير وسط جمهور مسحور بالعرض الى ان حصل خطأ من لاعب دور الملك حيث دخل الى الخشبة مسرعا وهو يضع التاج على رأسه بشكل مقلوب مما جعل جمهور المشاهدين يقهقهون من الضحك وينفصلون عن السحر الذي كان يجرفهم نحو شخصيات العمل والافكار التي تحملها هذه الشخصيات الى المشاهد
>اذا فالنظرية البريختية تتلخص بفكرة " كسر الاندماج " التي وضعها بريخيت للتغريب عبر وسيلتين <الاولى>كسر الاندماج بين الجمهور وخشبة المسرح <الثانية> كسر الاندماج بين الممثل والشخصية التي يلعبها >والهدف من النظرية يتلخص بان لا ينجر المشاهد "كالصنم " الى افكار قد تكون خاطئة , لذلك يرى بريخيت ضرورة مناقشة الفكرة التي يطرحها المسرح ويرفضها اذا اقنضى الامر .. كان بريخيت يريد من المسرح مخاطبة العقل , وكان يقول : الثورة هي التي تتفجر داخل الرؤوس
على الهامش : شاهدت في السبعينيات لاستاذي المخرج اللبناني يعقوب الشدراوي مسرحية" موسم الهجرة الى الشمال " وكان يتدخل في العرض بين الحين والآخر لينثر البذور ويطعم الدجاج او الفراخ, ورأيت في هذا التدخل نمطا بريختيا , كما في معظم اعمال الشدراوي الذي يعتبر نفسه انه ينتمي الى تشيخوف الواقعي ويتحدث عن تأثره بمسرح ستانسلافسكي المناقض كليا لنظريات بريخبت ..
انني اعتبر الشدراوي من اهم من عمل على مفاهيم التغريب ودون ان يدري - ربما –او على الاقل دون ان يلحظ ذلك هو او النقاد
على اية حال لايتسع المجال الان للخوض بالتفاصيل>
اما بالنسبة لخروج الممثل من الشخصية التي يلعبها , فقد اراد بريخيت ان يعلم الممثل ايضا انه يلعب الشخصية ولا يكونها .. بمعنى ان يفصل الممثل بين شخصيته الحقيقية والشخصية التي يلعبها
مثلا على ذلك ,خلال التمارين على المسرحية التي اخرجتها عام 1999عن مسرحية " رجل برجل "لبريخيت ,طلبت من الممثل القدير عمر ميقاتي ان يزيل مساحيق المكياج التي وضعت له واظهرته كالخماسي الدموي المرعب فاستغرب الامر ولا يزال مستغربا حتى اليوم لانني طلبت منه ان يلعب الدور كعمر ميقاتي الذي يمثل دور هذه الشخصية وليس الشخصيةالدموية بحدذاتها باختصار شديد ان بريخيت يرى ان للمسرح دور كبير في تغيير الواقع لا الاكتفاء بتصوبر الواقع وانجراف وعي الناس بشكل تلقائي الى مفاهيم قد تكون خاطئة ,انه يرى بناء الانسان يتم عبر الادراك والوعي وليس عبر اعمال الشعوذة او السحرالذي يمارس على البشر باشكال
NoUr kasem
NoUr kasem
مساعد المدير
مساعد المدير

عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Empty رد: مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا

مُساهمة  NoUr kasem الجمعة أغسطس 13, 2010 9:52 pm

الأم شجاعة علي مسرح الهناجر

مما لا شك فيه أن مسرحيات بريخت الشاعر والفنان الذي خالط الصعاليك والفنانين المتجولين والعمال العاطلين، وارتاد الحانات والحواري والأزقة الضيقة قد عبرت عن واقع الفرد واغترابه في مجتمع لا يحقق له إمكانات الحياة الضرورية، ويدفع به نحو مناطق التوتر والضياع، وهو الشكل السائد للكتاب المعاصرين للحرب العالمية الأولي من أمثال كافكا ودوبلن وفيرفل وغيرهم· و قد انطلق بريخت ليؤسس منهجه الملحمي في المسرح الذي هدف من ورائه إلي كسر اندماج الممثل في الشخصية المسرحية التي يقوم بها، وتحرير المتفرج من الإيهام المسرحي، فعوضاً عن هذا الاندماج ،يصبح الهدف هو اتخاذ موقفاً فكرياً تأملياً، مما يجعل من المسرح البريختي مسرحاً تثقيفياً ذو طبيعة تحريضية إيديولوجية وبذلك يصبح أهم انقلاب في جماليات العرض المسرحي في القرن العشرين

ومع بداية الخمسينيات انتقل مسرح بريخت إلي الخشبة العربية في مصر ولبنان وتونس والمغرب والعراق وغيرها لتتجلي تأثيرات هذا المسرح (البريختي) في كافة عناصر المسرح من كتابة وإخراج وتقنيات جمالية، فقد عرض له مسرحيته "القاعدة والاستثناء" سنة 1963 في مسرح الجيب، و مسرحية "الإنسان الطيب" سنة 1966، ثم"دائرة الطباشير القوقازية" سنة 1968 ، كما تم تقديم مسرحية "الأم شجاعة" التي أخرجتها ليلى ابو سيف في أوائل السبعينات

وربما رأى مخرج الأم شجاعة عند اختياره لهذا النص أن هناك حاجة حالية إلي مثل هذا النوع من النصوص التأملية في ظل الظروف الراهنة، حيث أصبح المجتمع ككل في مرحلة من مراحل التغير التاريخي والصراعات الأيديولوجية، ومن هنا كان اللجوء إلي هذا النص الذي تتوافق أحداثه مع الكثير من الأحداث الجارية و يطرح العديد من التساؤلات التي تنعكس علي حالنا اليوم، فمسرحية "الأم شجاعة" التي تعرض لفترة من فترات الحرب في القرن السادس عشر بين الطوائف المسيحية الكاثوليك والبروتستانتية، و التي استمرت ما يقرب من ثلاثين عاماً، تستند في ظاهرها علي خلفية تاريخية، بينما إننا نستطيع إيجاد العديد من نقاط التلاقي بين ما يحدث علي الخشبة و بين الأوضاع الحالية، أن العرض يتصدي لعدة أفكار تتعلق بالإنسانية بشكل عام: من المستفيد من تصاعد الحروب؟ من هم تجار الدمار؟ هل يسعي الإنسان إلي استمرار الحروب والخراب لتحقيق مصالح شخصية قريبة قد تكلفه سعادته الحقيقية؟ هل من المعقول أن يحتفظ الإنسان ببراءة فطرته في ظل تسيد قيم وقوانين الحرب الوحشية؟

إن شخصية "الأم شجاعة" التي تؤدي دورها الفنانة دلال عبد العزيز، هي شخصية بائعة متجولة لديها ولدين وبنت خرساء، تتكسب قوتها من تجارة البضائع التي يتعذر شرائها في زمن الحرب، مستعينة علي ذلك بعربة صغيرة تدفعها أمامها حاملة فيها بضاعتها، ورغم يقينها بمدي كذب دعاة الحروب ومدي الخسارة التي تحل بكل من يتبعهم إلا أننا نراها تتحول شيئاً فشيئاً إلي أحد المستفيدين منها، ففي زمن الدمار يصبح بمقدرة تجار الحروب التربح من الخراب الذي يحيط بكل شيء حتى يتحولوا هم أنفسهم إلي دعاة حروب. وخلال ترحال الأم من بلدة إلي أخري، تفقد تدريجياً كل معني لكفاحها من أجل أبنائها، فها هي تفقدهم الواحد تلو الأخر بينما تتواري القيم الإنسانية أمام طغيان المادة وسطوتها، ففي أحد أكثر المشاهد قسوة وتصاعداً درامياً نجد الأم وهي تساوم علي حياة أحد أبنائها بالعربة التي تتكسب منها، فتعجز عن الحسم لعلمها أنها بفقدها لعربتها فإنها تفقد المصدر الوحيد الذي تتقوت منه، ونتيجة لتباطئها في هذه المساومة اللعينة، فإنها تفقد أبنها الذي يتم إعدامه. إنها المشاعر الإنسانية الفطرية في مواجهة قيم المادة ووحشيتها


ولقد ساعدت السينوغرافيا بشكل إيجابي علي زيادة الإحساس بمدي التشتت والمعاناة التي يعيش فيها الإنسان في ظل الحروب، فجانبي المسرح مغطيان بالكامل بمجموعة من الأقمشة أو هي أقرب ما يكون إلي الخرق البالية وقد تجمعت بجانب بعضها فأعطت مساحات من الألوان والأشكال التي تشبه أعلام الدول أو هي كخرائط الجغرافيا والتقسيمات الحدودية مما حول المساحة المسرحية إلي ما يشبه أرض المعركة. وقد استخدمت عناصر مرئية مثل السلالم التي اتخذت اتجاهات مختلفة صعوداً ونزولاً بما تحمله من دلالات مكانية، أيضاً استخدام الأسلحة المختلفة، حيث امتلأت الخشبة بالعديد من الأسلحة المختفية التي تنوعت ما بين البنادق والرماح والخناجر، وأقول المختفية لأنها لم توضع بشكل معلن صريح وإنما أستترت داخل أجزاء الديكور المختلفة، فإذا بسلاح البندقية ُيكوّن أحد أعمدة البوابة الكبيرة التي تتوسط الخشبة، وإذا بالرماح تتدلي من الشواية وكأنها تستعد للانطلاق ناحية شخوص العرض الواقفين تحتها، أنها حالة من التوتر المستمر، فالخطر يحيط بالجميع دائماً والإحساس بعدم الاستقرار يصاحب الأحداث، وقد كان لاستخدام العمق الكامل للخشبة في مسرح الهناجر والتي يزيد كثيراً عن الأعماق المتبعة في المسرح المشابهة، دوراً لا بأس به في الإضافة إلي حالة الفوضى والخراب، فقد بدا المسرح وكأنه ساحة خردة كبيرة، وإن كنت أعتقد انه لم يتم توظيف ذلك بشكل كافي في دراما العرض إلا في عدد قليل من المشاهد التي كانت أحداثها تدور في عمق المسرح، ولكن لم ُيوجد المخرج ضرورة حقيقية لاستخدام هذا العمق المسرحي، يضاف إلي ذلك أن المستوي المرتفع من البوابة التي تتوسط المسرح لم يتم استخدامها إلي في أحد المشاهد الأخيرة مما يطرح تساؤلاً حول أهميته الدلالية طوال العرض


أحد أهم المشاهد الناجحة سينوغرافياً هو المشهد الأخير حيث رأينا الأم شجاعة بعد أن فقدت كل شيء ذو قيمة بالنسبة لها في الحياة، ولم بقي لها غير عربتها التي دفعتها أمامها خارجة من العمق المسرحي في إتجاه الجمهور، وقد وقفت جميع نماذج وشخوص العرض متربصة بها أو متفرجة عليها وكأنهم تحولوا إلي أصنام لا تكترث بعذاب البشر أو هم ضباع تنتظر سقوط ضحية جديدة. أنه صورة كاملة لهذا العالم البشع الذي أنتجته الحروب، عامل يمتلئ بالسفاحين والمرتشيين وبائعات الهوى والمغتصبين يقف في مقابله على الجانب الأخر المشردين والجائعين، وعلي الأم شجاعة أن تدفع عربتها أمامها إلي الأبد، فإما أن تكون مع القتلة أو أن تكون مع المقتولين

الأداء التمثيلي بشكل عام كان جيدا وإن لم يتميز أحد بالقدر الكافي، فمعظم الشخصيات جاءت شبه باهتة وغير مؤثرة حتى أنني أعتقد أن الدور الرئيسي في العرض كان يحتاج إلي مزيد من الثقل والحضور المسرحي بما يتناسب مع قوة الشخصية الدرامية وهو مع الأسف ما لم يتوفر في العرض. أما مناطق الأداء الحركي الراقص فقد كانت من القوة والتكثيف بحيث ظهرت بجانبها الحوارات المسرحية علي درجة من الترهل والضعف

ولكن يبقي السؤال الأساسي الذي يفرضه التناول الذي قدمه العرض: ما هو المسرح البريختي وما هي مقوماته وأهدافه؟ فالمخرج الواعي حين يقوم باختيار أحد نصوص بريخت يجب عليه أن يدرك طبيعته ويضع الشكل المناسب لتقديمه. أن صدمة التغريب هي أهم مقومات المسرح البريختي، ويقول الناقد إبراهيم فتحي: إن المسرح البريختي قد شكل وعياً بأن الهدف المسرحي هو التفكير والتغيير من خلال المنهج الملحمي الذي استخدمه بريخت، فالفن لا يكفي فيه المحاكاة بل لابد من الإضافة، والفنان البريختي هو الذي يحرر الجمهور من التقمص

إن العرض كما قدم هو عكس هذه الفكرة تماماً، فالتمثيل المغرق في الإيهام والتناول الذي يدعو إلي التوحد مع الشخصيات في معاناتها، هو عكس ما يدعو إليه منهج بريخت في التمثيل وباستثناء بعض الإيفيهات التي كان يلقيها رجل الدين البروتستانتي، في إسقاط صريح علي الواقع، والتي كانت تكسر من الإحساس بالهالة المقدسة لرجال الدين والمتوقعة لدي المتلقي، فأن العرض لم يخرج من دائرة العروض الكلاسيكية


ومن هنا يبرز التساؤل عن أسباب اختيار نص لبريخيت إذا كان التناول سيتم بهذا الشكل، وهو ما لم أستطع الإجابة عنه بشكل مقنع، ولكن تبقي حقيقة أن مسرح بريخيت له سحره الخاص الذي يلقيه علي مشاهده، فلا يملك تجاهه إلا الانصياع لضرورة التفكير في التساؤلات التي يطرحها النص. ولذلك فإن تيار بريخت يظل هادراً وقوياً لأنه استلهام لاحتياجات عميقة في التحول الموضوعي للإنسان، نحو تجاوز عالم الفوضى والوحشية إلي عالم أفضل وأرقى
NoUr kasem
NoUr kasem
مساعد المدير
مساعد المدير

عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Empty رد: مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا

مُساهمة  NoUr kasem الجمعة أغسطس 13, 2010 9:54 pm

خوف النظام


ماكتبه برتولت بريخت عن الفاشية الهتلرية ينسحب على كل النظم الشمولية القمعية بالرغم من الاختلاف في المسميات

فالرعب والارهاب هما السمة المشتركة لكلها.

**

(1)

سألوا مسافرااجنبيا

عاد لتوه من الرايخ الثالث

عمن يحكم هناك فـأجاب : "الخوف".

(2)

خائفا ..

يتوقف المدرس عن الكلام

وهو في خضم النقاش ويلتفت شاحب

الوجه نحو جدران الصف الرقيقة. المعلم يمضي ليلته مسهدا

يفكر بكلمة غامضة قالها المفتش.

صاحبة دكان البقالة العجوز تضع اصبعها

على شفتيها لتحبس كلمة ساخطة بصدد رداءة الطحين.

بخوف ينظر الآباء والأمهات الى الابناء نظرتهم الى وشاة.

وحتى المشرفون على الموت يخفضون الصوت المكتوم

عندما يودعون ذويهم.

(3)

لكن ذوي القمصان البنية * يخافون ايضا

من لايرفع ذراعه عاليا

ويرهبون من يرد التحية بكلمة "صباح الخير"*

زعيق الآمرين مشبع بالخوف

كقباع صغار الخنازير الي تترقب

سكين الجزار.

وخوفا تتصبب عرقا المؤخرات الجاثمة

فوق كراسي المكاتب

(4)

لماذا كل هذا الخوف

من الكلمة الصادقة ؟

(5)

نظرا لقوت النظام العاتية

ولمعتقلاته ولما عنده من اقبية للتعذيب

وشرطة متكرشين وقضاة خائفين ومرتشين

ولبطاقات وفهارس قوائم باسماء المشبوهين

تغص بها حتى السقف

غرف بناية بكاملها...

نظرا لذلك كله كان يظن ان النظام لا يخاف

كلمة صاقة يقولها انسان بسيط.

(6)

لكن " رايخهم الثالث " يذكر بقلعة "تار " الاشورية

التي ‘كما تقول الاسطورة ‘ما استطاع جيش اقتحامها

غير انها تهاوت ترابا بكلمة مدوية واحدة..

نطقت بداخله.

____________

• *ألون القمصان التي كانت ترديها احدى فرق التنظيمات الفاشية شبه العسكرية

*

ترجمة : د. ممتاز كريدي

NoUr kasem
NoUr kasem
مساعد المدير
مساعد المدير

عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Empty رد: مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا

مُساهمة  NoUr kasem الجمعة أغسطس 13, 2010 9:55 pm

أنشودة أم ألمانية



ولدي ! انا من اهداك

الجزمة والقميص البني.

لو كنت اعرف ما اعرف اليوم

لشنقت نفسي.

.

ولدي عندما رأيت ذراعك

مرفوعة تؤدي التحية الهتلرية

لم اعرف ان اليد التي تحي هتلر

ستشل حتما.

.

ولدي سمعتك تحكي ..

عن عنصر الصناديد

وما كنت ادري وما عرفت

انك واحد من زبانيتهم

ورأيتك ولدي تسير للحرب

خلف هتلر

ولم اعرف ان من يخرج معه

لن يرجع ابدا.

.

وقلت لي يا ولدي"سيتغير وحه المانيا"

ولم ادر انها ستصير...

رمادا واحجارا دامية.

.

رأيتك ولدي ترتدي القميص البني

لم احتج ولم اعارض

لأنني لم اكن اعرف ما اعرفه اليوم:

ان ذاك القميص سيكون كفنك.

*

ترجمة : د. ممتاز كريدي
NoUr kasem
NoUr kasem
مساعد المدير
مساعد المدير

عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Empty رد: مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا

مُساهمة  NoUr kasem الجمعة أغسطس 13, 2010 9:56 pm

حرق الكتب





يوم امر النظام

بحرق الكتب علنا‘

وارغمت الثيران‘كل الثيران

على جر العربات-محملة بالكتب- الى المحارق

تفحص واحد من افضل الكتاب المطاردين*

قائمة الكتب المحروقة

فهاله ان يكتشف انهم ..

نسوا كتبه

فاستشاط غضبافهرع الى مكتبه

وخط الى الحاكمين سطرا على عجل:

"احرقوني! احرقوني!

لاتسيؤا الي!

ألم اقل الحقيقة فيما كتبت؟

لم تعاملونني ككذاب؟

آمركم ان تحرقوي!

_________

*القصيدة تعتمد حدثا وقع فعلا لكاتب ديمقراطي نمساوي سقط اسمه سهوا من قائمة الممنوعين زمن الفاشية الهتلرية.

*

ترجمة : د. ممتاز كريدي
NoUr kasem
NoUr kasem
مساعد المدير
مساعد المدير

عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا Empty رد: مضى على وفاة ألمع الأدباء 54 عاما فلتبقى ذاكرتك في أعماقنا

مُساهمة  NoUr kasem الجمعة أغسطس 13, 2010 9:56 pm

نشيد الأنهار





المسيسيبي العجوز يجيش

يجرف مواشينا وحتى الأرض.

ويذهب للجحيم بحثالة الملاكين

التي تستعديه علينا سنةًًًً بعد سنة.

ونحن الذين اختفت حقولهم- وهذا

امرُ لايُغتفر-.

نروضه عندما يزول المسيطرون عليه.

.

نَهْرناا الغانغيس يجري في الهند

هناك حيث يجري يعم الخصب

وهناك حيث يجري تعم المجاعة

ولكن الحالة لاتبقى كذلك ابداً.

نحن الذين زرعنا حقول الرز

وروينا الوادي

نعرف ان اليوم الذي تعود فيه الغلال لنا قريب.

النيلُ نهرنا يجري في مصر

معابدُ وقصور تطل عليه

والعبودية عمرها ست الاف سنة

لكن عمرها لن يطول اكثر.

نحن الذين شيدنا البيوتَ

وكومْنا الحجر واحدا فوق الآخر

نعلم انه قادم اليوم الذي..

نحل فيه بهاا.

.

بلدنا الصين !نهرنا اليانغتسي!

كل الارض التي يسير عبرهاا‘

حتى البحر‘ تعود لنا..

حيث يجري نذهب للعمل بسرور

ونهرنا هو الآخر يعمل جذلاً

وما كان دائما مُلكنا.

كان لابد من نضال مرير:

الجاروف تتقدمه

الراية الحمراء.

.

يا أُمنا الفولغا ايتها الحبيبة!

لنين ابنُكِ .لم يتردد طويلا .

ُولم تعُد تُسمع اهزوجةُ الملاْحين الآرقاء.

والآن تزمجراغاني المحرْكات

.

مدينتنا اسمها ستالينغراد

وعدو العالم تهاوى هنا.

اضربوه مثلنا اينما صادفتموه!

نهرنا الآمازون وأن كان يجري بلا شك..

في البرازيل غير انه يعود..

للولايات المتحدة الامريكية

انه هائل وقوي ويعمل ..

للسادة الذين ما رآهم ابدا.

غير اننا عاهدنا انفسناعلى

انه سيعمل في يوم..

ليس ببعيد من اجلنا

نحن الذين وُلدنا هنا.

*

ترجمة: د. ممتاز كريدي

من مجموعة قصائد كُتبتْ بين 1947و 1956
NoUr kasem
NoUr kasem
مساعد المدير
مساعد المدير

عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى