بحـث
المواضيع الأخيرة
الصوت البشري.. صرخة امرأة بوجه الرجل والعالم
صفحة 1 من اصل 1
الصوت البشري.. صرخة امرأة بوجه الرجل والعالم
ربما يكون العرض المسرحي ذو الشخصية الواحدة مغريا للممثل الواحد، كي يسافر به إلى مدن وبلدان كثيرة ومحتلفة، وبتكاليف قليلة. لكنه في الحقيقية من أعقد اشكال المسرح، كونه يعتمد على ممثل واحد لتجسيد أكثر من شخصية. إنها جرأة ومواجهه حقيقية عارية طوال العرض المسرحي، كما ُيلقي على كاهله كل العناصر الفنية. وهذا يعتمد بطبيعة الحال على مهارة الممثل الفنية لشد الجمهور، والتحكم في استخدام قدرته في الاداء الصوتي والجسدي، والمحافظة على ايقاع العرض، والتخلص من الملل والرتابة والتكرار والخطابية التي تصيب اغلب عروض المونودراما. لكن عرض مسرحية "الصوت البشري" لفرقة امستردام اثبت نجاحا كبيرا.
يبدأ العرض بمكالمة هاتفية؛ صوت امرأة لم نر ملامحها، تختفي خلف جدار الغرفة الوحيدة التي تعيش فيها، والخالية من الديكور الا من حذاء الحبيب، الهاتف الخلوي، وهاتف البيت. يتصل بها حبيبها في الهاتف لكن حظها العاثر يجعل الخط مشتركا مع امرأة اخرى. الجملة الافتتاحية في نص العرض توحي لنا ان حياة هذه البطلة التي تسجن نفسها في غرفة صغيرة ذات نافذة زجاجية كبيرة تواجه الجمهور، معزولة عن العالم الخارجي، انها تعيش في عالم موحش وغريب، مكتظ بالعزلة والاغتراب، عالم هامشي يلفه الوهم في نبش ذاكرة التاريخ لتعيد في خيالها صوته وصورته ولكن بلا جدوى.
جان كوكتو
"الصوت البشري" La voix humaine هو آخر أعمال المخرج الهولندي ايفو فان هوفه، تمثيل الفنانة هيلين راين. والمسرحية من تأليف الكاتب والشاعر الفرنسي"جان كوكتو"، كتبها في العام 1927، عُرضت المسرحية على مسرح "ستاتس سخاوبورخ" في أمستردام، و تدور احداثها حول أمرأة تتصل بحبيبها السابق للمرة الاخيرة. وهذه المحاولة ما هي الا ترميم ما تهشم، لكنها عبثا تحاول ان تواصل الحديث معه، كانت في البداية تتشبث بقوة بمحاولة الاكتشاف ثم بطريقة يائسه ومدمرة للذات، شيئاً فشيئاً تظهر الحقيقة، وهي ان قصة الحب قد انتهت، وان الحبيب قد اختار أمرأة اخرى. العمل يطرح فكرة الغياب والفقدان والخسارة والتأرجح بين الهنا والهناك، بين الماضي والحاضر من خلال الصوت البشري أي صوت الرجل الغائب الحاضر. مونولوج طويل في عالم أمرأة يائسة تفقد حبيبها، وتعيش في الماضي وذكرياته حيث الوحدة القاتلة في بيت مهمل الا من الكلب الذي لم يعد يطيقها هو الآخر.
"الرسائل!.. ماذا؟ الرسائل.. من الافضل ان تحرقها كلها غداً.. يعجبني ان تفعل شيئا من أجلي.. ولو سأبدو لك وكأني غبية.. لكن أريد أن تحتفظ برماد الرسائل بعد حرقها في علبة السجائر التي اهديتها لك.. اتتذكرها؟ صحيح.. ان طلبي طفولي نوعا ما.. المعذرة". على هذا المنوال يستمر العرض وكأنه قصيدة جنائزية طويلة تختصر التاريخ العاطفي لأمرأة لا أسم لها، ربما هي جميع النساء.
صوت بشري وأصوات أخرى
من المشاهد الجميلة أيضا أن صوت الممثلة صار مرتفعا وبدا يخترق الزجاج والأذن، يتعالى الصوت ويتردد صداه في الفضاء، الديكور كان عبارة عن غرفة صغيرة ونافذة كبيرة من الزجاج مستطيلة الشكل في الواجهة وكأنها شاشة عرض تلفزيوني كبيرة، وهي الباب، الامل وهي منفذ الحياة التي تطل على الجمهور. حين تفتح النافذة ونسمع اصوات الشارع والسيارات والمارة ومن بعيد يأتي صوت سيارة اسعاف الجيران وضجيج المارة. المرأة تبكي، تنوح، تتذكر، تضحك بهستيريا.
واخيرا ترمي الهاتف على الارض و تتخلى عنه، وتختار واحدا من الجمهور وتخاطبه ثم تخاطب الكلب كأنه الحبيب، صمت وصراخ، بعدها ترتدي ملابس بنفسجية اللون وتفتح النافذة على مصراعيها وتغادر الى هناك.
بعد نصف الساعة الاولى يتحول كل شئ الى موسيقى اخرى واجواء اخرى تفتح الممثلة النافذة قليلا لتطل علينا وهي تكلم عشيقها. بعدها تترك الهاتف على الارض وتتخلص من منه وتخاطب الجمهور كأنه الحبيب الغائب الحاضر، تركها الحبيب وفي القلب ندوب لم تندمل بعد، وتوارى خلف الافق وترك الضحية تتصارع مع نفسها.
وفي نهاية المسرحية توجه الممثلة منولوجها الى الجهمور بشكل مباشر، كما يفعل شكسبير في أغلب مسرحياته، وتخاطب الجمهور او تحاكمه. في اختيار عشيق آخر ربما يرممه ما أفسده الحيبب السابق.
[color=violet]منقوووووووووووووووووووووووووووول[/color
يبدأ العرض بمكالمة هاتفية؛ صوت امرأة لم نر ملامحها، تختفي خلف جدار الغرفة الوحيدة التي تعيش فيها، والخالية من الديكور الا من حذاء الحبيب، الهاتف الخلوي، وهاتف البيت. يتصل بها حبيبها في الهاتف لكن حظها العاثر يجعل الخط مشتركا مع امرأة اخرى. الجملة الافتتاحية في نص العرض توحي لنا ان حياة هذه البطلة التي تسجن نفسها في غرفة صغيرة ذات نافذة زجاجية كبيرة تواجه الجمهور، معزولة عن العالم الخارجي، انها تعيش في عالم موحش وغريب، مكتظ بالعزلة والاغتراب، عالم هامشي يلفه الوهم في نبش ذاكرة التاريخ لتعيد في خيالها صوته وصورته ولكن بلا جدوى.
جان كوكتو
"الصوت البشري" La voix humaine هو آخر أعمال المخرج الهولندي ايفو فان هوفه، تمثيل الفنانة هيلين راين. والمسرحية من تأليف الكاتب والشاعر الفرنسي"جان كوكتو"، كتبها في العام 1927، عُرضت المسرحية على مسرح "ستاتس سخاوبورخ" في أمستردام، و تدور احداثها حول أمرأة تتصل بحبيبها السابق للمرة الاخيرة. وهذه المحاولة ما هي الا ترميم ما تهشم، لكنها عبثا تحاول ان تواصل الحديث معه، كانت في البداية تتشبث بقوة بمحاولة الاكتشاف ثم بطريقة يائسه ومدمرة للذات، شيئاً فشيئاً تظهر الحقيقة، وهي ان قصة الحب قد انتهت، وان الحبيب قد اختار أمرأة اخرى. العمل يطرح فكرة الغياب والفقدان والخسارة والتأرجح بين الهنا والهناك، بين الماضي والحاضر من خلال الصوت البشري أي صوت الرجل الغائب الحاضر. مونولوج طويل في عالم أمرأة يائسة تفقد حبيبها، وتعيش في الماضي وذكرياته حيث الوحدة القاتلة في بيت مهمل الا من الكلب الذي لم يعد يطيقها هو الآخر.
"الرسائل!.. ماذا؟ الرسائل.. من الافضل ان تحرقها كلها غداً.. يعجبني ان تفعل شيئا من أجلي.. ولو سأبدو لك وكأني غبية.. لكن أريد أن تحتفظ برماد الرسائل بعد حرقها في علبة السجائر التي اهديتها لك.. اتتذكرها؟ صحيح.. ان طلبي طفولي نوعا ما.. المعذرة". على هذا المنوال يستمر العرض وكأنه قصيدة جنائزية طويلة تختصر التاريخ العاطفي لأمرأة لا أسم لها، ربما هي جميع النساء.
صوت بشري وأصوات أخرى
من المشاهد الجميلة أيضا أن صوت الممثلة صار مرتفعا وبدا يخترق الزجاج والأذن، يتعالى الصوت ويتردد صداه في الفضاء، الديكور كان عبارة عن غرفة صغيرة ونافذة كبيرة من الزجاج مستطيلة الشكل في الواجهة وكأنها شاشة عرض تلفزيوني كبيرة، وهي الباب، الامل وهي منفذ الحياة التي تطل على الجمهور. حين تفتح النافذة ونسمع اصوات الشارع والسيارات والمارة ومن بعيد يأتي صوت سيارة اسعاف الجيران وضجيج المارة. المرأة تبكي، تنوح، تتذكر، تضحك بهستيريا.
واخيرا ترمي الهاتف على الارض و تتخلى عنه، وتختار واحدا من الجمهور وتخاطبه ثم تخاطب الكلب كأنه الحبيب، صمت وصراخ، بعدها ترتدي ملابس بنفسجية اللون وتفتح النافذة على مصراعيها وتغادر الى هناك.
بعد نصف الساعة الاولى يتحول كل شئ الى موسيقى اخرى واجواء اخرى تفتح الممثلة النافذة قليلا لتطل علينا وهي تكلم عشيقها. بعدها تترك الهاتف على الارض وتتخلص من منه وتخاطب الجمهور كأنه الحبيب الغائب الحاضر، تركها الحبيب وفي القلب ندوب لم تندمل بعد، وتوارى خلف الافق وترك الضحية تتصارع مع نفسها.
وفي نهاية المسرحية توجه الممثلة منولوجها الى الجهمور بشكل مباشر، كما يفعل شكسبير في أغلب مسرحياته، وتخاطب الجمهور او تحاكمه. في اختيار عشيق آخر ربما يرممه ما أفسده الحيبب السابق.
[color=violet]منقوووووووووووووووووووووووووووول[/color
NoUr kasem- مساعد المدير
- عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل
مواضيع مماثلة
» رسام تركيا يحير علماء أمريكا والعالم
» هيا لنتعلم معآ فن الرسم ..... رسم أجمل حياة ....
» الرجل والمرأة
» المرأة & الرجل
» الرجل الحامل أخيرا ولد ..!
» هيا لنتعلم معآ فن الرسم ..... رسم أجمل حياة ....
» الرجل والمرأة
» المرأة & الرجل
» الرجل الحامل أخيرا ولد ..!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت نوفمبر 30, 2013 5:57 am من طرف ايمن حسانين
» لقاء تليفزيونى للكاتب المسرحى / ايمن حسانين
الإثنين نوفمبر 04, 2013 3:20 am من طرف ايمن حسانين
» أحلى عيد لأغلى مموشة
الأحد ديسمبر 09, 2012 8:30 am من طرف FOX
» احترت في هذا العيد هل أعلن فرحي للمعايدة أم أعلن الحداد ؟!
الإثنين نوفمبر 07, 2011 10:15 am من طرف NoUr kasem
» محمود درويش . . تكبر تكبر
الخميس أكتوبر 27, 2011 8:56 am من طرف NoUr kasem
» المخلـــــــــــــــــــــص
الأحد أكتوبر 23, 2011 7:11 am من طرف NoUr kasem
» عيوني هي التي قالت : وما دخلي أنا
الجمعة أكتوبر 21, 2011 1:37 pm من طرف sanshi
» سيمفونية سقوط المطر
الجمعة أكتوبر 21, 2011 8:42 am من طرف NoUr kasem
» مسلسل "أوراق مدير مدرسة" يعرض مشاكل الطلاب والأساتذة وصعوبات التدريس الحديث
الجمعة أكتوبر 21, 2011 7:46 am من طرف NoUr kasem