بحـث
المواضيع الأخيرة
ما قبل المسرح الإغريقي
صفحة 1 من اصل 1
ما قبل المسرح الإغريقي
أي شعورٍ قد يتملكك إذا ما رأيت حياتك وقد جُسدت أمامك؟؟ فرحك يرقص على مرأى نظر، و وحزنك ينتحب يصفع الخشبة !! أي خشبةٍ تلك وقد اختصرت الدنيا بما فيها ؟و من أين لها السلطة لتحول أيامنا لحظاتٍ تمر أمام عيوننا، فنرى ما لا نراه عادةً و نسمع ما لا نسمعه.
أتُراها ساحةً سحرية تعيد الماضي وتسبر الحاضر لتكشف المستقبل ؟ أم أنها قوىً خفية تتسلل لأعماقنا تنبش الأسرار و تزيح الظلمة عن الخفايا ، فتتعرى دواخلنا لأنفسنا بكل ما بنا من تناقضات ٍ أو تناغم. تضحكنا تارة و تبكينا أخرى و أحياناً تتركنا فريسة للتأمل...
مرآة حياتنا المسرح... كيف بدأ؟؟
بدأ المسرح راقصاً، فقد كان الرقص دعامة أساسية في حياة الإنسان البدائي ووسيلته الوحيدة للتعبير والتنفيس عما في داخله. وحتى نتمكن من إدراك ذلك علينا أن نتصور أنفسنا نحيا ظروفه. نقتات ما تيسر لنا التقاطه أو ما نوفق في صيده. يسيطر علينا الرعب من كل جديد ، فالخوف هو الوليد الطبيعي للجهل في عالم ٍ مليء بالأصوات والحركة بما يكفي ليملأ هذا الضيف الجديد ( الإنسان) بالدهشة ، والحاجة الملحة للبوح بما يرى وللاستنجاد بقوي يقيه غضب صوتٍ يسمعه ، أو ضوء مفاجئ يراه . ومن هنا كانت المحاكاة هي البداية الأولى عن طريق الرقص، إذ يهرع أحد البشر لآخر يدور حوله، يقفز، يصرخ، يحرك يديه و قدميه باطراد متناسق. محاكياً حركات ذلك الوحش ناقلاً بتمثيله هذا ما عجز لسانه عن ترجمته وذلك لفقر اللغة آنذاك وعدم كفايتها. نقل الإنسان ما مر به لكن ذلك لم يقمع الخوف في داخله بل نشره بين الآخرين وأراد الإنسان أن يسيطر على العالم الخارجي فذلك السبيل الوحيد للأمان ، لكنه نتيجة لحداثة عهده في الأرض و محدودية معارفه ،استعان بالخيال معتمداً على فطرته المنادية بوجود إله خالق لكل هذه الظواهر .وتعددت الآلهة بتعدد مصادر الخوف . وكان هناك إله للعنب و آخر للخصب و آخر للمطر ورابع للشمس و غيرهم الكثير وأخذ يتقرب منها بالقرابين و الرقص الذي كان يعد نوعاً من العبادة علماً أنه لم يكن رقصاً مجرد بل نشاطاً دينياً تمثيلياَ منبعه الفطرة الدينية. فابتكر الإنسان طقوساً سحرية للتقرب من هذه الآلهة وإبعاد بعضها الآخر. و هنا تطورت المحاكاة لتغدو طقساً جماعياً تماشى مع ارتقاءه،و تحوله للعمل في الزراعة.
فعندما عرف الإنسان القديم الزراعة واعتمد عليها كمصدر للغذاء . ربط محاصيله بالقوى الخفية التي قام بتجسيدها كأصنام خصب قدسيتها بخياله . وكانت هذه القوى مرتبطة بالفصول ونظراً لجهل الإنسان لطبيعة الأرض و دورانها ربط ما يحدث في محاصيله من جفاف أو غرق بطوفان بصراع الآلهة. فعندما يموت إله الخصوبة يموت الزرع و ما من وسيلة لإرجاع القوت إلا بعودة الإله المقتول على يد إله الموت و كان هذا بسحرٍ اعتمد على المحاكاة . فتُجسد الآلهة بأصنام خشبية أو من الحجارة و يقسم الناس أنفسهم فمنهم من يحاكي إله الخصب و منهم من يحاكي إله الموت و تدور رحى المعركة بين الإلهين فيقتل إله الخصب ثم بما يشبه المعجزة ينهض من الموت مجدداً و يهم بالرقص منتصراً فوق الكروم و تبعاً لقانون المحاكاة فما يجري في المسرح يجب أي يحدث في الواقع .و نحن نجد في هذا الطقس عناصر المسرح و إن كانت بدائية التمثيل و الحبكة و الحل و الشخصيات . و من هنا نستطيع القول أن بدية المسرح كان نتيجةً لأربع عوامل ألا وهي :
1- محاكاة الحقائق
2- السحر التقليدي
3- الإيمان بالله
4- الخوف من المجاعة
أتُراها ساحةً سحرية تعيد الماضي وتسبر الحاضر لتكشف المستقبل ؟ أم أنها قوىً خفية تتسلل لأعماقنا تنبش الأسرار و تزيح الظلمة عن الخفايا ، فتتعرى دواخلنا لأنفسنا بكل ما بنا من تناقضات ٍ أو تناغم. تضحكنا تارة و تبكينا أخرى و أحياناً تتركنا فريسة للتأمل...
مرآة حياتنا المسرح... كيف بدأ؟؟
بدأ المسرح راقصاً، فقد كان الرقص دعامة أساسية في حياة الإنسان البدائي ووسيلته الوحيدة للتعبير والتنفيس عما في داخله. وحتى نتمكن من إدراك ذلك علينا أن نتصور أنفسنا نحيا ظروفه. نقتات ما تيسر لنا التقاطه أو ما نوفق في صيده. يسيطر علينا الرعب من كل جديد ، فالخوف هو الوليد الطبيعي للجهل في عالم ٍ مليء بالأصوات والحركة بما يكفي ليملأ هذا الضيف الجديد ( الإنسان) بالدهشة ، والحاجة الملحة للبوح بما يرى وللاستنجاد بقوي يقيه غضب صوتٍ يسمعه ، أو ضوء مفاجئ يراه . ومن هنا كانت المحاكاة هي البداية الأولى عن طريق الرقص، إذ يهرع أحد البشر لآخر يدور حوله، يقفز، يصرخ، يحرك يديه و قدميه باطراد متناسق. محاكياً حركات ذلك الوحش ناقلاً بتمثيله هذا ما عجز لسانه عن ترجمته وذلك لفقر اللغة آنذاك وعدم كفايتها. نقل الإنسان ما مر به لكن ذلك لم يقمع الخوف في داخله بل نشره بين الآخرين وأراد الإنسان أن يسيطر على العالم الخارجي فذلك السبيل الوحيد للأمان ، لكنه نتيجة لحداثة عهده في الأرض و محدودية معارفه ،استعان بالخيال معتمداً على فطرته المنادية بوجود إله خالق لكل هذه الظواهر .وتعددت الآلهة بتعدد مصادر الخوف . وكان هناك إله للعنب و آخر للخصب و آخر للمطر ورابع للشمس و غيرهم الكثير وأخذ يتقرب منها بالقرابين و الرقص الذي كان يعد نوعاً من العبادة علماً أنه لم يكن رقصاً مجرد بل نشاطاً دينياً تمثيلياَ منبعه الفطرة الدينية. فابتكر الإنسان طقوساً سحرية للتقرب من هذه الآلهة وإبعاد بعضها الآخر. و هنا تطورت المحاكاة لتغدو طقساً جماعياً تماشى مع ارتقاءه،و تحوله للعمل في الزراعة.
فعندما عرف الإنسان القديم الزراعة واعتمد عليها كمصدر للغذاء . ربط محاصيله بالقوى الخفية التي قام بتجسيدها كأصنام خصب قدسيتها بخياله . وكانت هذه القوى مرتبطة بالفصول ونظراً لجهل الإنسان لطبيعة الأرض و دورانها ربط ما يحدث في محاصيله من جفاف أو غرق بطوفان بصراع الآلهة. فعندما يموت إله الخصوبة يموت الزرع و ما من وسيلة لإرجاع القوت إلا بعودة الإله المقتول على يد إله الموت و كان هذا بسحرٍ اعتمد على المحاكاة . فتُجسد الآلهة بأصنام خشبية أو من الحجارة و يقسم الناس أنفسهم فمنهم من يحاكي إله الخصب و منهم من يحاكي إله الموت و تدور رحى المعركة بين الإلهين فيقتل إله الخصب ثم بما يشبه المعجزة ينهض من الموت مجدداً و يهم بالرقص منتصراً فوق الكروم و تبعاً لقانون المحاكاة فما يجري في المسرح يجب أي يحدث في الواقع .و نحن نجد في هذا الطقس عناصر المسرح و إن كانت بدائية التمثيل و الحبكة و الحل و الشخصيات . و من هنا نستطيع القول أن بدية المسرح كان نتيجةً لأربع عوامل ألا وهي :
1- محاكاة الحقائق
2- السحر التقليدي
3- الإيمان بالله
4- الخوف من المجاعة
جبران- عدد المساهمات : 29
تاريخ التسجيل : 23/07/2010
العمر : 38
مواضيع مماثلة
» العلاقة بين الجمهور و المسرح بحث في المسرح فيصل فائق صبري
» فن المسرح
» المسرح العالمي
» تعريف المسرح
» المؤثرات الصوتية في المسرح
» فن المسرح
» المسرح العالمي
» تعريف المسرح
» المؤثرات الصوتية في المسرح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت نوفمبر 30, 2013 5:57 am من طرف ايمن حسانين
» لقاء تليفزيونى للكاتب المسرحى / ايمن حسانين
الإثنين نوفمبر 04, 2013 3:20 am من طرف ايمن حسانين
» أحلى عيد لأغلى مموشة
الأحد ديسمبر 09, 2012 8:30 am من طرف FOX
» احترت في هذا العيد هل أعلن فرحي للمعايدة أم أعلن الحداد ؟!
الإثنين نوفمبر 07, 2011 10:15 am من طرف NoUr kasem
» محمود درويش . . تكبر تكبر
الخميس أكتوبر 27, 2011 8:56 am من طرف NoUr kasem
» المخلـــــــــــــــــــــص
الأحد أكتوبر 23, 2011 7:11 am من طرف NoUr kasem
» عيوني هي التي قالت : وما دخلي أنا
الجمعة أكتوبر 21, 2011 1:37 pm من طرف sanshi
» سيمفونية سقوط المطر
الجمعة أكتوبر 21, 2011 8:42 am من طرف NoUr kasem
» مسلسل "أوراق مدير مدرسة" يعرض مشاكل الطلاب والأساتذة وصعوبات التدريس الحديث
الجمعة أكتوبر 21, 2011 7:46 am من طرف NoUr kasem