الفنون المسرحية و الموسيقى kHaLeD aHmad aLsAyEd
نتمنى لكم المتعة والفائدة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الفنون المسرحية و الموسيقى kHaLeD aHmad aLsAyEd
نتمنى لكم المتعة والفائدة
الفنون المسرحية و الموسيقى kHaLeD aHmad aLsAyEd
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» لمحبي فن المسرح الجميل صدر اخيرا مسرحية " انا ارهابي "
فلسفة العبث والموت عند يوجين يونسكو. Emptyالسبت نوفمبر 30, 2013 5:57 am من طرف ايمن حسانين

» لقاء تليفزيونى للكاتب المسرحى / ايمن حسانين
فلسفة العبث والموت عند يوجين يونسكو. Emptyالإثنين نوفمبر 04, 2013 3:20 am من طرف ايمن حسانين

» أحلى عيد لأغلى مموشة
فلسفة العبث والموت عند يوجين يونسكو. Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 8:30 am من طرف FOX

» احترت في هذا العيد هل أعلن فرحي للمعايدة أم أعلن الحداد ؟!
فلسفة العبث والموت عند يوجين يونسكو. Emptyالإثنين نوفمبر 07, 2011 10:15 am من طرف NoUr kasem

» محمود درويش . . تكبر تكبر
فلسفة العبث والموت عند يوجين يونسكو. Emptyالخميس أكتوبر 27, 2011 8:56 am من طرف NoUr kasem

» المخلـــــــــــــــــــــص
فلسفة العبث والموت عند يوجين يونسكو. Emptyالأحد أكتوبر 23, 2011 7:11 am من طرف NoUr kasem

» عيوني هي التي قالت : وما دخلي أنا
فلسفة العبث والموت عند يوجين يونسكو. Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 1:37 pm من طرف sanshi

» سيمفونية سقوط المطر
فلسفة العبث والموت عند يوجين يونسكو. Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 8:42 am من طرف NoUr kasem

» مسلسل "أوراق مدير مدرسة" يعرض مشاكل الطلاب والأساتذة وصعوبات التدريس الحديث
فلسفة العبث والموت عند يوجين يونسكو. Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 7:46 am من طرف NoUr kasem

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

فلسفة العبث والموت عند يوجين يونسكو.

اذهب الى الأسفل

فلسفة العبث والموت عند يوجين يونسكو. Empty فلسفة العبث والموت عند يوجين يونسكو.

مُساهمة  NoUr kasem السبت سبتمبر 19, 2009 12:55 pm

يوجين يونسكو كاتب مسرحي من مواليد 1912 في السادس والعشرين من تشرين الثاني بسلاتينية (رومانيا)، من أم فرنسية أخذته إلى باريس فتعلّم اللغة الفرنسية وأجادها إجادة أهلها.وفي سنة 1925 عاد إلى رومانيا ليلتحق بجامعة بوخارست،وينصرف إلى دراسة الشعر الرمزي،وقام بتدريس اللغة الفرنسية ومارس النقد الأدبي.
حصل في عام 1938 على منحة لدراسة الشعر المعاصر في باريس،وقرّر عندها إعداد رسالة عن فكرة الموت في الشعر الحديث.وممّا لاشك فيه أن الكاتب يختزن تجارب وذكريات طفولية،تنطبع فيه ويتطبع بها،إلآ أن يونسكو يحتفظ بذكريات غامضة جداً.
يبدو أنه كان مصاباً بعقدة الأب،وكأن أباه كان يمثل بالنسبة إليه النظام والقانون،المنع والزجر،الأمر والنهي. ما كان يونسكو متفقا معه إلا في أمور قليلة،لعلّ وجود والده كان يحمقه،أوكأ ن في أعماقه حالة من التمرد والعصيان ألأبوي،مما أعطاه صبغة الحكم الذاتي والرأي الخاص،ومن خلال هذه النزعة إنطلق إلى النقض العميم،الذي تناول فيه الإنسان والتاريخ،الحضارة واللغة ،والوجود والماوراء،وكل مظهر من مظاهر الوجود.يبدوأن ملامح والده كانت تعزب في ذاكرته،وإن كانت مواقفه محفورة في وجدانه.

كان يونسكو يميل إلى والدته ميلاً واضحاً،بنوع من الملازمة الدائمة المأثورة في الأبناء الذين لهم علاقة سيئة بأبائهم ،كتعبير عن خصامهم الدائم مع العالم الخارجي،كان في ميله لوالدته تأثير نفسي حاد،كان يشعر أنه يعيش في عالم الرحم ،وهو المكان الشبه الأوحد الذي يطمئن فيه الإنسان إلى الحماية المطلقة. وذلك ما أثبتته الدراسات السيكولوجية، حيث يرى علماء النفس أن الكائن يعمل أثارا من عالمه الجنيني،والنفس البشرية وفق ما توصل إليه يونغ وفرويد" تحمل الآثار القديمة المتكبدة التي عرفتها الإنسانية عبر تاريخها كما أن الكائنات يبقى فيها من عالم الجنين إلى العالم الخارجي."1
ويعتبر هذا الأمر طبيعي جدا،لأن الولادة تحتفظ بتلك الإستمرارية للشعور الداخلي طور الولادة،ومنذ العهد الأول يكون الطفل بين يديها وفي أحضانها.
وهكذا كان يونسكو يلوذ إلى والدته ليكون بقربها ملازما لها. تأثر يونسكو بموت أخيه "مارسيا" تأثرا بالغا وهو يشاهده بأم عينيه يموت عن عام ونصف،وقد وظف ذلك المشهد المريب في عدة من أعماله الدرامية.
وذلك ما يفضي بن القول، أن يونسكو تأثر بالموت إنطلاقا من فاجعة أخيه الصغير،ومن ثمة أصبحت الألام التي يعانيها الطفل،حية وواعية في وعيه،غائرة في لاوعيه،وموت شقيقه الطفل المتألم وعلى ملامحه آمرات الإحتضار،ومن فمه تنبعث الآنّات والآهات وذلك الإصفرار الداني عليه ،والخلجة إثر الخلجة والعذاب الذي يصرع جمجمة العقل،إن ذلك ما كان يمكن أن يمكث في حدود الذكريات الموليّة والطارئة،تلك كانت وقفته الأولى أمام الموت
فتأثر في أعماق ذاكرته أيّما التأثر.
أدرك حينها أن الإنسان مائتا لامحالة،وأن الساعات التي يعدو بها إنما تعدوا به إلى الموت ،والوجود هو آلة لإحداث فعل الموت،الذي يتم أخيرا حين يتوارى الكائن أو يوارى وتتعفى آثاره الحسية.

يفر يونسكو من قيد ذلك العالم الذي كان يراه مظلماً،ويتلهىّ عنه بما دونه،حيث أقام في شارع تكثر فيه مسارح الدمى،أحب كثيرا مشاهدة العرائس وهي تتحرك وتتكلم بلسان حاملها "كانت والدتي عاجزة عن انتزاعي من حلقة مشاهدي الدمى اللاعبة في حديقة لوكسنبورغ،كنت أحضر دائما وأمكث أياما كاملة ،ومع ذلك ما كنت أضحك أبدا،كان مشهد الدمى يستأثر بي ويأخذني كالمشدوه،كانت تبدوا لي تلك العرائس كأنها العالم بذاته ،ساخر وغير محتمل أو معقول،ولكنه حقيقي،بل أكثر من الحقيقي،كانت تلك المشاهد الكاريكاتورية تزيدوني إصرارا على التمسك بفكرة فضح الحقيقة القاسية ،الفجّة والغليظة لهذا العالم"
كان يحس في أعماقه إحساسا فاجعا بأن الإنسان هو اللاّشيء،مجرد خرقة من دمى وأنه يطرأ على العالم والعالم يعبث به مثل تلك العرائس.إنها نزعة عدمية بغيضة تقبع في ظلمات وعيه المتعب بهموم أسألة الوجود.
إن الطابع العام لفلسفة يونسكو يكمن في اكتشاف ماهية الكائنات وأسرار الوجود،وكأن ما شاهده في مسرح العرائس تحوّل عبر وجدانه إلى مسرحه،فبدى مسرح الدمى مسرح بشري بعد أن كان يراه على الخرق بهزل وسخرية.
يتميز يونسكو عن باقي معاصريه من كتّاب اللامعقول (بيكيت،آداموف،ألفريد جاري...)بنظرته الفلسفية العميقة لمفهوم الموت والحيرة،والإحساس بعدم توفر الحماية الإجتماعية التي كانت تهددها البورجوازية،بالإضافة إلى جملة من عقد نمت وترسبت في لاشعوره العميق،كانت سببا مباشرا في تكوينه تكوينا متمردا،مناهضا لمعنى الحياة العادية،وذلك عكس فلسفة الإنتظار لبيكيت،والإحساس بالضياع والغرق في وحل العذاب النفسي ،الذي تأن له الروح عند جاري وأداموف . يقول يونسكوعن طبيعة فلسفة مسرحه"إنه مكوّن من عناصر آنفة،تشكل قوة منتظمة أرضا،براوجوا،لتحضير دخولها في الفعل"
مثلت أحداث الحرب العالمية الثانية منعرجا خطيرا في حياة الإنسان،ولعل ذلك كان سببا من الأسباب التي ساعدت على انتشار الخراب والدمار،مما ولّد نظرة تشاؤمية لدى يونسكو"أي حصاد جناه الإنسان من الحرب؟ومن الذي قتل؟من المستفيد ومن المتضرر؟ومن المنكسر؟ولماذا يزج بالصبية في حرب لادخل لهم فيها؟من المسؤول عن مقتل ملايين الأبرياء؟ماالحكمة من موت هؤلاء،وما الغاية من الحياة إذاً."

كان يونسكو يطرح كثيرا مثل هذه التساؤلات في فلسفته علّه يجد جوابا مقنعا،يثبت به معنى الوجود البشري على الأرض،إن كل سؤال من هذه الأسألة كاف لتبصير الناس بحقيقة حياتهم التافهة،حيث يؤكد لهم يونسكو أن أحلامهم عن معنى الإنسانية الصرفة هي أوهام تبخرها فوهات المدافع،لتجعل من حياتهم العقم والقنوط واللا معقول.

إن مفهوم الإنسانبة بهذه الطريقة مفهوم قابل للشك والريب،لأنه من الجنون التفكير في كونية مدمرة تؤسس لها الأنانية ذات المشاعر المنعدمة ،التي تحبذ العزلة والإنطواء " إن مشاعر الإنسان وعواطفه لا تجد متنفسا لها،وحيدا يولد ووحيدا يموت،وبين الولادة والموت أمواج من الآمال والأحلام تتحطم على سخرة شاطىء الواقع الأليم." يظهر من خلال ذلك أن يونسكو متشبع بالتجربة الإنسانية الفردية الغريبة،التي شرب من عصارتها مرارة الحياة في رحاب كون يجهل عنه كل شيء. ومهما كانت آماله وأحلامه قائمة في ذاته، فستلقى الإنكسارات المريرة على أرض الواقع،ولعله عانى من ذلك الكثير حتى أفقده معنى الحياة.
و الملاحظ عن سيرته قياسا لفلسفته،أن يونسكو تأثر بسواه قدر ما تأثر بهمومه،وتجاربه القاسية،" يعبر يونسكو من خلال فلسفته عن الإنقراض السوسيولوجي والسيكولوجي معا،بحيث تنصرف ملكة الكلام في الإنسان إلى التشويش والإلمام بكل لفظ على عواهنه،حيث يبدو المرء وكأنه آلة لفظية مخربة،تختلط فيها الأوهام والأحلام والأرقام والأفكار." يؤكد على منطق العقم والتفاهة واللا شيئية،ومن بواعث الخلق الدرامي عنده:ذلك الشعور بالدهشة،أولاً: لأنه موجود وذلك شعور يولد عنده الفرح والغبطة،ثانيا:شعوره بالدهشة الذي يولد التعاسة وشعور الماورائي بأنه كائن،والدهشة الثالثة هي أنه مقيم في ذلك العالم مع كائنات أخرى في قلب قصة عبثية مروعة.

إن لفلسفة يونسكو علاقة بما يحسه علماء النفس من انفعالات وأحاسيس،خاصة ماتعلق بموضوع الحلم،ذلك العالم الفسيح الشائك" إن الإنفعال الخلاق هو مرتبط إرتباطا حميميا بالحلم في ذهن يونسكو،ولكن ماذا ترى يونسكو يعني بالحلم؟ إن ما يقوله ينطبق على أحلام النائم،كما ينطبق على أحلام الإنسان الصاحي في حال اليقظة.أن تحلم هو أن تفكر بطريقة أعنف،بطريقة أصدق وأشد أصالة،لأننا نكون في الحلم وكأننا منطوون على أنفسنا. الحلم هو نوع من التأمل والإنطواء ،ومن جهة ثانية هو نوع من الفكر،التفكير عبر الصور،ومعنى ذلك بالنسبة ليونسكو أن الحلم هونوع من الفكر الحسي الملموس فيما قبل الوعي،وهو واضح على غراره ونهجه وهماً ليس مما يدأب عليه العقل ويقرّه....في الحلم نكون أبدا في مأزق أو موقف،ولهذا فالحلم هو الدرام ذاته." وبذلك تصبح العين الحالمة أصدق رؤية من العين الساهرة،فالحلم هو العالم الذي يستطيع تحقيق كل مآربنا وطموحاتنا الدفينة.

لقد حمل يونسكو على عاتقه هموم الإنسان ،وناضل لأجل ذلك كثيرا،لتبيان الحقيقة الخالدة في زخم هذا الوجود المبهم.شكك بفلسفته في كل القيّم والمفاهيم والأعراف ،بحثا عن الماهية الإنسانية والوجودية لتحقيق الإستقرار العام،وكأن شأنه في ذلك شأن باسكال حين قال:" أنكر مصير الإنسان ،قد أتى إلى عالم غريب،إنه لايعرف من أين أتى أو أين سيذهب ،إنني أصاب بالذهول والدوّار."
إنها نفس النظرة التي يراها يونسكو حينما يتأمل في وجوده والوجود العام للأشياء المحاطة به،حيث يحاول إيجاد التفسيرات المقنعة لذلك. ولكن ما يلبث في سعيه طويلاً حتى يفاجأه الموت من زاوية أخرى ،فيزداد الأمر عنده غلواً وحدّة ،فيقف عاجزا،مذهولا،مشدوها،حائرا مما يجعلنا نستشف من هذه الحالة العبثية،إستحالة المصالحة بين الموت والحياة في نفسية يونسكو. وما أشبه ذلك المنطق العدمي بمنطق نيتشا الذي تحدث عن الفلسفة الإغريقية،"وهتف بأن ثمة أنين يتصعّد من أحشاء الكائنات،ونوع من العويل وكأنها تعول عويل الفناء والعدم أمام ذلك القدر.وكان من حقها أن تبقى وتتواجد أبدا ما دامت قد إنوجدت قبلا."

لقد نفى يونسكو كلّ مايمت بصلة للمنطق المعقول،واعتبر الحياة مجرّد وهم بارع،اعتقادا منه أنها تزيّف الواقع وتجمح ما يجول بخاطر الإنسان،وأن الحقيقة المطلقة لا يمكن الوصول إليها إلآ من خلال الحلم والخيال.يقول في ذلك" لقد إعتقدت دوما أن حقيقة الخيال أكثر عمقاً وأحفل معنى عن كل واقع يومي،والواقعية سواء كانت اشتراكية أم لا،تقتصر عن الواقع.إن الواقعية تكرمش هذا الواقع وتضعفه وتزيفه،إنها لا تدخل في الإعتبار حقائقنا الرئيسية ،وهواجسنا الأساسية:الحب،الموت،الدهشة. إنها تقدم الإنسان داخل منظور ناقص ومغترب .وبالتالي تبقى الحقيقة قائمة في أحلامنا وفي تخيلاتنا فقط."
ينفي يونسكو كل واقع الحياة العادية ،ليؤكد بذلك فكرة إزدواجية الوجودنوتلك فرضية عبثية.الحياة لا تخلو من الحب والموت والدهشة،ولو لم يكن ذلك صحيحا ما اصطبغت الصور الحياتية الواقعية في أذهاننا.
تتسم أعمال يونسكو الدرامية بالغرابة واللامعقول،حيث تتخبط شخوصه المسرحية في يم من الإحباط النفسي العالي،وذلك برغم وجودها ضمن تركبة إجتماعية تحكمها العلائق والروابط الإنسانية.إنه ينفي الوجود الحقيقي للشخصية في دراما اللاتواصل،أين تظهر كل شخصية منطوية على نفسها،منعزلة تماما عن عالمها الخارجي.

يقول أحد المحللين النفسانيين:"لا يمكن للشخصية أن تكون منعزلة عن جملة العلاقات الشخصية المتبادلة،والتي تعيش ضمنها."
يمكن القول بأن فلسفة الموت والحياة في دراما اللامعقول عند يونسكو هي انحدار من خلجات نفسية،وانعكاس تام لعالم اللاوعي،بطريقة تلقائية على مستوى التفكير،ولكن بتحكم مفرط في السيطرة على دينامكية الخلق الواعي بشكل أكثر فنا وجمالا.

يهدف يونسكو من خلال عبثيته إلى الإحتجاج ضد البورجوازية،التي يفقد فيها الإنسان جميع قيمه النبيلة،ويتمرد على قانون الخشية الدينية،وهي بالأحرى دعوة إلى الإنسلاخ عن قيم الحضارة الوحشية التي تسعى إلى قلب قوانين الطبيعة بالقوة التدميرية،الكامنة في مخابر الأسلحة الفتاكة.
لايؤمن يونسكو في فلسفته إلاّ بما هو خرافي ومنافي للمنطق،يناقض الحقيقة المادية والأسطورة وحدها كفيلة لإثبات براهن الحجج العبثية في تصوره،إذ يقول:" الأسطورة وحدها هي الحقيقة،والتاريخ الذي يحاول أن يحققها،يشوهها ويكاد يحطمها،إن التاريخ دجل يزيف الحقائق ويزعم أنه قد نجح،إن كل مانحلم به قادر على أن يتحقق،الواقع من جهة أخرى ليست له القدرة على التحقق،إنه ماهو كائن فقط." الأسطورة وحدها أساس فلسفة العبث عند يونسكو،الأشكال الخرافية ،كأحادية العين وأنصاف الألهة وثلاثية الرأس والأيدي هي سيدة الموقف في ذلك الواقع الغريب،إنه يرغب في مسرحة العبث عن طريق الأسطورة بحكم أنها المجال الخصب لإحداث الصدمة لدى المتلقي،يريد أن يؤسس عالما جديدا تحكمه قوانين النزعة العدمية،تتواصل شخوصه الدرامية مع ذاتها ولأجل ذاتها فقط،مشكّلة بذلك دائرة عبثية مغلقة.معزولة عن عالمها الخارجي الممنطق،إنه عالم يفتقد إلى أدنى نوامس الحياة الآدمية،وبعيد كل البعد عن حدود المنطق المألوف. يقول يونسكو" أنا لست دكتوراً في المسرحولوجية ولا في فلسفة الفن،إنني بالتقريب رجل مسرح فقط."
يثبت يونسكو العبث إنطلاقا من الحياة وبغتة الموت،والسياسة العدوانية التي تدير آلة الحرب بتفكير البراغماتية النفعية،إنها فلسفة ثنائية الأضداد،أيقن يونسكو من خلال ذلك أن اللحظة التي تنتقل فيها التجربة من الحياة إلى المسرح،إنما هي لحظة تتضمن تبدلا جذريا،وأن العناصر المختلفة من الواقعية مهما كانت ليست سوى نتاج وهم بارع،لاتحمل التبرير الكافي لاسترداد الواقع المسلوب من طرف جميع أشكال المادية الخسيسة. وعلى حد تعبيره كان لابد من هذا التغيير" كان لابد من ظهور رجالا يخففوا عنا ألألم الذي يمنعنا من الاعتقاد الخفي وراء الطبيعة المقنعة،إنني أحس بصراع مع ذاتي،يدفعني قدما نحو أدب متمرد." إن التمرد الذي يقصده يونسكو يكمن في إلغاء الافتراضات المتضمنة في عالم التجربة اليومية،وإنكار كل المفاهيم السائدة للزمان والمكان والعلة والمعلول للاستمرار البشري،لأنها في مفهومه مفاهيم عقلانية تخضع لوهم الواقع المزيّف.
تعتبر فلسفة العبث عند يونسكو،ثورة متفردة في الشكل والمضمون،لاتخضع لقانون العقل والمنطق،هي إبحار في غيهب النفس العميقة بتشدد مطلق مع مواقف الحياة المختلفة،التي تستوجب الحيطة والحذر،مما ولّد في نفسيته عدوانية بغيضة اتجاه الحياةوما يحيط بها من غموض.
يقول يونسكو" هناك صورة أولية،جوابا أوليا يطلق العنان للميكانيزم الكلي للإبداع.....إنني لاأعرف إطلاقا إلى أين أنا ذاهب."
لم يجد يونسكو طريقة مثلى للتعبير عن ذلك الإحساس المرير،سوى أسلوب السخرية والتهكم،واعتماد طريقة الحلم وهزة الكوابيس،وتأليه الابتذال، للتخفيف من حدة العقم الذي كان يراه يسيطر على الحياة بأكملها،فأنتج بذلك صورا مبتورة المعنى الصحيح،يعكس فيها سخريته من الموت والحياة إلى درجة العبث.
ولعل مايثبت ذلك شخوصه المسرحية التي تبدو قلقة فوق اللزوم،تتحدث وكأنها تحلم،حديثها فارغ يكاد يخلو من اللغة،إنها تصارع الفراغ الأنطولوجي في غياب تام لمفهوم الوجود المادي للذات.مما يكسبها صفة كائنات غريبة تعيش في يمّ الخواء الذي يملأ قلب الأشياء،فنراها تعاني وتكبح جماح أنفاسها بطريقة عبثية. إنها أشبه بشخصيات الحلم التي تنبثق لوحدها من عالم مهوس،دون مراقبة،فتجري بذلك الأحداث وكأنها عارضة وهمية منبعها الرئيس هو الحلم والكابوس.

ولعل خيرمثال على ذلك مسرحيته الشهيرة " المغنية الصلعاء"،حيث يلاحظ ذلك التداعي الحر للكلمات وذلك الترتيب اللامنطقي للأحداث والخلل البائن على مستوى الحورات،والبناء المتميز بلامعقوليته للشخصيات،ويفضّل يونسكو أن تحل كل شخصية من شخوصه غير السوية محلّ الأخرى لأن ذلك في رأيه لا يضعف من قيمة العمل الدرامي ذو النزعة العبثية.
يقول أحد المنظّرين في دراما العبث" كل الشخصيات المهمة عند يونسكو نمطية،وحوش خاضعة وفاقدة للإرادة"

تعتبر مسرحيته "المغنية الصلعاء"أنموذجا لمعنى العبث في الحياة ،لأنها ثورةالتمرد على كل القيم المتعارف عليها في الحياة الإعتيادية.وقد نعتها بعض النقاد بمأساة اللغة،نظرا لما ألحقه يونسكو من ضرر بلغة المعقول،ناهيك عن التفكك الصارخ بين الشخوص،والهذيان والتهتأة العارمة التي تعم الفضاء، حتى تكاد تحبس أنفاس المتلقي.
السيدة سميث:"ذهب خالي للجبل مسرعا،لكنه لم ير المرأة الحكيمة.
السيد مارتن: الورق لأجل الكتابة،القط لأجل الفأر،الجبن لأجل الخدش.
السيدة سميث: تمضي السيارة مسرعة،لكن الفرن يستعمل لطهي الأطباق الشهية فقط.

السيد سميث: لا تكونوا كالديّكة الرومية،سلموا على المتآمر."
ماأشبه هذه الحوارات بصور الحلم المتقطعة،التي يبدومن خلالها يونسكو تاركا العنان لمخياله الواسع مكتفيا بمشاهدة ما يقع على درأته الداخلية، دون تدخل للإظافة أوالنقصان.

ويمكن أن نخلص إلى نتيجة تفند أحقية التجريب لدى يونسكو في حقل العبث، انطلاقا من الغاية الفنية التي تغلب على طابع الروتين في الحياة،لأن تلقائية التخيل الخلاّقة هي ذاتها جهاز اكتشاف الريادة الفلسفية عند الفنان المبدع،الذي يبحث دوما عن الجديد إنطلاقا من ذاته الداخلية المعقدة،ومفهوم التلقائية لايعني أبدا الإهمال في الشعور،لأن الفنان الحقيقي يمتلك نوعا من سيطرة التحكم في إمكانياته التقنية التي يغرف بها من مادته التخيلية،ويطابقها مع انعكاساته الواعية تماما كما يفعل الراقص الماهر،وبواسطة التحكم في إمكانياته التقنية يمكن فقط تكريس التعبيرات الشخصية التي ينوي تجسيدها،وبهذا يعتبر يونسكو بعيدا كل البعد عن إهمال المظاهر التقنية لمادته التي ينهل منها،والتي تشكل مرجعيته الفكرية،إنه ضليع في فنه.فما أشبهه بذلك الحرفي الذي يتفنن بإتقان في صناعة أشكاله التقليدية الثمينة الرائعة.

مع خالص تحياتي للجميييييييييع flower
NoUr kasem
NoUr kasem
مساعد المدير
مساعد المدير

عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى