بحـث
المواضيع الأخيرة
وداع
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وداع
وداع
في حضرة الوداع تباغتك الذكريات دفعةً واحدة ، بهجومها اللامتوقع واللامنتظم . ممتطية زماناً فائتاً ،ممتشقة الكثير من المواقف والتجارب .تبتسم تنظر بحنو لمن ستراه لآخر مرة ... ينتصب أمامك سلطان العاطفة مغربلاً تلك الذكريات ، قاذفاً بما لا يرضيك منها لبؤرة التسامح ، محتفظاً بأروعها . تمعن التأمل بمن ستراه لآخر مرة !! تستهيبك هيبة الفراق ناثرةً الغبار عن معنى النهاية ...لا !! أنت لا تريد أن تنتهي داخل من لن ينتهي داخلك . تحاول أن ترشو ذاكرته بهديةٍ .. أي هديةٍ تلك لقادرة على استحضارك متى شئت ؟؟ ماذا لو كان البقاء غايتك؟؟ فأنت في قرارة نفسك مدركٌ شغف رغبتك بالبقاء ، تتخلى عن نزعة الخلود ... تتركها لمواقف أخرى وتلزم الراهن . لتكن هدية اللحظة مكافأة على لحظاتٍ قتلناها بسيفنا سوية..
آه .. وحده الوقت من تسفك دمه بغبطة تلونك فيه ، وعيناك دامعتان حزناً على لحظاته التي لن تعود..! تتحرك عيناك في كل الاتجاهات - هاربا ًمن وجع تلك الفكرة ، مستجدياً أملاً بات مستحيلاً – لتلتقي أثناء فرارها النظرات وللمقل جاذبيةٌ لا تقاوم ... تخشع لفرط الجمال !! يهمس قلبك لروحك .. كيف لي أن أبتعد ؟؟ فتسمعه روحها إذ أن الموت يجرد الأجرام حدودها ، فتسفر الأرواح بشفافيتها وينهار سد الصمت المشيد بيننا .
تباغتنا سيول المفاجآت الموحلة بآلاف الاعترافات .. يسرع كلٌ منا لإنجرافات الآخر ،جامعاً ما يستطيع من ذلك الوحل المخصب بالحقيقة . لنفاجأ هناك بحضور الواقع !! يجلس لا مبالياً على عدة التزامات ، ملتحفاً بشرائع المجتمع ، مسبحاً بسبحة تقاليدٍ وعادات ٍ . وحضور الحب باكياً ناحباً ، يبتسم بحنو وينبض بالشفقة ، مداوياً بلسعات حرارته برودة أيام الفراق ، ومطهراً بلهيبه أثلام شوقٍ ملأت قلبينا .
يخاطبني الواقع : عليك أن تنساها .. انشغل عنها
كيف وحيثما نظرتُ أراها ؟؟ أوليس الإنسان بحواسه ؟؟ و أنا لا أشتم إلا عبق نداها ، الطيور تغرد باسمها ، حفيف الشجر ، نسيم الهواء ، وقع خطاي ، حركات جسمي ... وإن صممت أذناي عن هذا كله ماذا أفعل بلساني اللامتوقف عن استحضار حروفها ، وتجريدها من الكلمات لتركيب اسمها ؟؟ فلا أنتهي من سماعه ولا من لفظه إلا بذاك لحنين الناخر لعظامي إذا ما لامست يداي رسمها ، والأمر سيان .. سواء أغمضت عيني أم فتحتهما لا أرى إلاها ..
(( يرتفع نبض القلب ، فيترنح الحب متراقصاً ، بينما ينتفض الواقع غيظاً مزمجراً ))
أيها الغبي .. خلقت الحواس لغير هذا .. ثبت عيناك على مصالحك ، مكانتك ، والموقع الذي ستشغله في المستقبل . نظف أُذنيك ، فإن اسمها يصمهما عن حديث الناس حولك !! اشتم فوح النميمة ، ريح الغيبة التي يحدثها نداها خلفك .. أنت من هذا العالم ، وظف حواسك له ، فما الحواس إلا وسائل تصلك بالماديات لتدرك الحياة حولك ..
(( يتوقف الحب عن الرقص ، يتقدم ليدافع عن وجوده ، إلا أن الواقع يمد أمامه حبلاً من ألسنة الناس وعيونهم ، فيتعثر الحب و يسقط ... ليكمل الواقع بدوره كلامه .. ))
تذكر أمك ، ألست كبيرها ؟؟ ألم ترعاك وتهبك الحياة ؟ وأبوك ، ألست مفخرته و أمله؟ عليك دفع ثمن عنايتهما بك واجبات تحقق رضاها .. أما بحثك عن سعادتك الذاتية ما هو إلا أنانية محضة ووهم !! فما السعادة سوى رشوة من القدر لنتعثر بأخطاء نعيش بعدها في ألمٍ طويل... تذكر الفتاة التي اختاروها لك ، تناسبك بكل المقاييس .. لاتعناد ، لا تجادل ، تقتنع بكل ما يقال لها و تنفذ جميع أوامرك .. ستعجب بكل ما تقوم به ، لن تسعى وتسعى لرضاها بل على العكس هي ستفعل ما تريده لترضى عنها ، جاريةً مجانية ،و مربية للأطفال .ستملأ البيت بأولادٍ يطيعونك ، ويحققون بدورهم آمالك كما فعلت مع أهلك .. ستكون ناجح ... الجميع سيحسدك .. تعال ، تعال لندفن الحب هناك . (( أنظرُ للواقع ، أفكر بكلامه .. أنظرُ للحب المنكمش أمام سياط عدوه ، وأحاول النظر إلى عيون حبيبتي فتنتصب المستحيلات جبالاً من غباشٍ ولا أراها !!
أستعين برفش الأرض ، و أحفر قبراً للحب على مرأى من شريعة السماء !! أوئده به .. أعطيه ظهري .. أمشي مبتعداً وأعود لأمي .. أتزوج .. أُنجب أولاداً .. أربيهم يمضي العمر سريعاً . وعندما أموت يكتشف مغسلي أنني دون قلب.!! وأعلم حينها أن قلبي هناك وئد مع الحب،مكفناً بسعادةٍ لم أشعر بها يوماً.
في حضرة الوداع تباغتك الذكريات دفعةً واحدة ، بهجومها اللامتوقع واللامنتظم . ممتطية زماناً فائتاً ،ممتشقة الكثير من المواقف والتجارب .تبتسم تنظر بحنو لمن ستراه لآخر مرة ... ينتصب أمامك سلطان العاطفة مغربلاً تلك الذكريات ، قاذفاً بما لا يرضيك منها لبؤرة التسامح ، محتفظاً بأروعها . تمعن التأمل بمن ستراه لآخر مرة !! تستهيبك هيبة الفراق ناثرةً الغبار عن معنى النهاية ...لا !! أنت لا تريد أن تنتهي داخل من لن ينتهي داخلك . تحاول أن ترشو ذاكرته بهديةٍ .. أي هديةٍ تلك لقادرة على استحضارك متى شئت ؟؟ ماذا لو كان البقاء غايتك؟؟ فأنت في قرارة نفسك مدركٌ شغف رغبتك بالبقاء ، تتخلى عن نزعة الخلود ... تتركها لمواقف أخرى وتلزم الراهن . لتكن هدية اللحظة مكافأة على لحظاتٍ قتلناها بسيفنا سوية..
آه .. وحده الوقت من تسفك دمه بغبطة تلونك فيه ، وعيناك دامعتان حزناً على لحظاته التي لن تعود..! تتحرك عيناك في كل الاتجاهات - هاربا ًمن وجع تلك الفكرة ، مستجدياً أملاً بات مستحيلاً – لتلتقي أثناء فرارها النظرات وللمقل جاذبيةٌ لا تقاوم ... تخشع لفرط الجمال !! يهمس قلبك لروحك .. كيف لي أن أبتعد ؟؟ فتسمعه روحها إذ أن الموت يجرد الأجرام حدودها ، فتسفر الأرواح بشفافيتها وينهار سد الصمت المشيد بيننا .
تباغتنا سيول المفاجآت الموحلة بآلاف الاعترافات .. يسرع كلٌ منا لإنجرافات الآخر ،جامعاً ما يستطيع من ذلك الوحل المخصب بالحقيقة . لنفاجأ هناك بحضور الواقع !! يجلس لا مبالياً على عدة التزامات ، ملتحفاً بشرائع المجتمع ، مسبحاً بسبحة تقاليدٍ وعادات ٍ . وحضور الحب باكياً ناحباً ، يبتسم بحنو وينبض بالشفقة ، مداوياً بلسعات حرارته برودة أيام الفراق ، ومطهراً بلهيبه أثلام شوقٍ ملأت قلبينا .
يخاطبني الواقع : عليك أن تنساها .. انشغل عنها
كيف وحيثما نظرتُ أراها ؟؟ أوليس الإنسان بحواسه ؟؟ و أنا لا أشتم إلا عبق نداها ، الطيور تغرد باسمها ، حفيف الشجر ، نسيم الهواء ، وقع خطاي ، حركات جسمي ... وإن صممت أذناي عن هذا كله ماذا أفعل بلساني اللامتوقف عن استحضار حروفها ، وتجريدها من الكلمات لتركيب اسمها ؟؟ فلا أنتهي من سماعه ولا من لفظه إلا بذاك لحنين الناخر لعظامي إذا ما لامست يداي رسمها ، والأمر سيان .. سواء أغمضت عيني أم فتحتهما لا أرى إلاها ..
(( يرتفع نبض القلب ، فيترنح الحب متراقصاً ، بينما ينتفض الواقع غيظاً مزمجراً ))
أيها الغبي .. خلقت الحواس لغير هذا .. ثبت عيناك على مصالحك ، مكانتك ، والموقع الذي ستشغله في المستقبل . نظف أُذنيك ، فإن اسمها يصمهما عن حديث الناس حولك !! اشتم فوح النميمة ، ريح الغيبة التي يحدثها نداها خلفك .. أنت من هذا العالم ، وظف حواسك له ، فما الحواس إلا وسائل تصلك بالماديات لتدرك الحياة حولك ..
(( يتوقف الحب عن الرقص ، يتقدم ليدافع عن وجوده ، إلا أن الواقع يمد أمامه حبلاً من ألسنة الناس وعيونهم ، فيتعثر الحب و يسقط ... ليكمل الواقع بدوره كلامه .. ))
تذكر أمك ، ألست كبيرها ؟؟ ألم ترعاك وتهبك الحياة ؟ وأبوك ، ألست مفخرته و أمله؟ عليك دفع ثمن عنايتهما بك واجبات تحقق رضاها .. أما بحثك عن سعادتك الذاتية ما هو إلا أنانية محضة ووهم !! فما السعادة سوى رشوة من القدر لنتعثر بأخطاء نعيش بعدها في ألمٍ طويل... تذكر الفتاة التي اختاروها لك ، تناسبك بكل المقاييس .. لاتعناد ، لا تجادل ، تقتنع بكل ما يقال لها و تنفذ جميع أوامرك .. ستعجب بكل ما تقوم به ، لن تسعى وتسعى لرضاها بل على العكس هي ستفعل ما تريده لترضى عنها ، جاريةً مجانية ،و مربية للأطفال .ستملأ البيت بأولادٍ يطيعونك ، ويحققون بدورهم آمالك كما فعلت مع أهلك .. ستكون ناجح ... الجميع سيحسدك .. تعال ، تعال لندفن الحب هناك . (( أنظرُ للواقع ، أفكر بكلامه .. أنظرُ للحب المنكمش أمام سياط عدوه ، وأحاول النظر إلى عيون حبيبتي فتنتصب المستحيلات جبالاً من غباشٍ ولا أراها !!
أستعين برفش الأرض ، و أحفر قبراً للحب على مرأى من شريعة السماء !! أوئده به .. أعطيه ظهري .. أمشي مبتعداً وأعود لأمي .. أتزوج .. أُنجب أولاداً .. أربيهم يمضي العمر سريعاً . وعندما أموت يكتشف مغسلي أنني دون قلب.!! وأعلم حينها أن قلبي هناك وئد مع الحب،مكفناً بسعادةٍ لم أشعر بها يوماً.
جبران- عدد المساهمات : 29
تاريخ التسجيل : 23/07/2010
العمر : 37
رد: وداع
يعني بصراحة مابعرف شو بدي قول
أمام حضرة هالكلمات الرنانة
من شان هيك مارح قول شي لأنو كلماتي مهما كانت مارح تعبر عن مدى روعة هالكلمات
بانتظار المزيد من تحفك وكلامك الذي يدخل الى قلب كل من يقرأه بشفافية وجمالية
مع خالص احترامي وتقديري لك ولجميع ماتخبئه من تحف
أمام حضرة هالكلمات الرنانة
من شان هيك مارح قول شي لأنو كلماتي مهما كانت مارح تعبر عن مدى روعة هالكلمات
بانتظار المزيد من تحفك وكلامك الذي يدخل الى قلب كل من يقرأه بشفافية وجمالية
مع خالص احترامي وتقديري لك ولجميع ماتخبئه من تحف
NoUr kasem- مساعد المدير
- عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 36
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل
رد: وداع
شي كتير رائع وكتابة جميلة
انت بالفعل انسان مبدع
انت بالفعل انسان مبدع
بحر الصمت- عدد المساهمات : 36
تاريخ التسجيل : 17/07/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت نوفمبر 30, 2013 5:57 am من طرف ايمن حسانين
» لقاء تليفزيونى للكاتب المسرحى / ايمن حسانين
الإثنين نوفمبر 04, 2013 3:20 am من طرف ايمن حسانين
» أحلى عيد لأغلى مموشة
الأحد ديسمبر 09, 2012 8:30 am من طرف FOX
» احترت في هذا العيد هل أعلن فرحي للمعايدة أم أعلن الحداد ؟!
الإثنين نوفمبر 07, 2011 10:15 am من طرف NoUr kasem
» محمود درويش . . تكبر تكبر
الخميس أكتوبر 27, 2011 8:56 am من طرف NoUr kasem
» المخلـــــــــــــــــــــص
الأحد أكتوبر 23, 2011 7:11 am من طرف NoUr kasem
» عيوني هي التي قالت : وما دخلي أنا
الجمعة أكتوبر 21, 2011 1:37 pm من طرف sanshi
» سيمفونية سقوط المطر
الجمعة أكتوبر 21, 2011 8:42 am من طرف NoUr kasem
» مسلسل "أوراق مدير مدرسة" يعرض مشاكل الطلاب والأساتذة وصعوبات التدريس الحديث
الجمعة أكتوبر 21, 2011 7:46 am من طرف NoUr kasem