الفنون المسرحية و الموسيقى kHaLeD aHmad aLsAyEd
نتمنى لكم المتعة والفائدة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الفنون المسرحية و الموسيقى kHaLeD aHmad aLsAyEd
نتمنى لكم المتعة والفائدة
الفنون المسرحية و الموسيقى kHaLeD aHmad aLsAyEd
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» لمحبي فن المسرح الجميل صدر اخيرا مسرحية " انا ارهابي "
مسرحية آخر العمالقة (2) لحمدي موصلي Emptyالسبت نوفمبر 30, 2013 5:57 am من طرف ايمن حسانين

» لقاء تليفزيونى للكاتب المسرحى / ايمن حسانين
مسرحية آخر العمالقة (2) لحمدي موصلي Emptyالإثنين نوفمبر 04, 2013 3:20 am من طرف ايمن حسانين

» أحلى عيد لأغلى مموشة
مسرحية آخر العمالقة (2) لحمدي موصلي Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 8:30 am من طرف FOX

» احترت في هذا العيد هل أعلن فرحي للمعايدة أم أعلن الحداد ؟!
مسرحية آخر العمالقة (2) لحمدي موصلي Emptyالإثنين نوفمبر 07, 2011 10:15 am من طرف NoUr kasem

» محمود درويش . . تكبر تكبر
مسرحية آخر العمالقة (2) لحمدي موصلي Emptyالخميس أكتوبر 27, 2011 8:56 am من طرف NoUr kasem

» المخلـــــــــــــــــــــص
مسرحية آخر العمالقة (2) لحمدي موصلي Emptyالأحد أكتوبر 23, 2011 7:11 am من طرف NoUr kasem

» عيوني هي التي قالت : وما دخلي أنا
مسرحية آخر العمالقة (2) لحمدي موصلي Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 1:37 pm من طرف sanshi

» سيمفونية سقوط المطر
مسرحية آخر العمالقة (2) لحمدي موصلي Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 8:42 am من طرف NoUr kasem

» مسلسل "أوراق مدير مدرسة" يعرض مشاكل الطلاب والأساتذة وصعوبات التدريس الحديث
مسرحية آخر العمالقة (2) لحمدي موصلي Emptyالجمعة أكتوبر 21, 2011 7:46 am من طرف NoUr kasem

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

مسرحية آخر العمالقة (2) لحمدي موصلي

اذهب الى الأسفل

مسرحية آخر العمالقة (2) لحمدي موصلي Empty مسرحية آخر العمالقة (2) لحمدي موصلي

مُساهمة  NoUr kasem الخميس أكتوبر 15, 2009 8:12 pm

الحجرة.. في بيت مردخاي -نلمح ثلاثة أشخاص حول المصطبة.. ‏

الفصل الثاني-ماهو العنف؟!... أليس هو الدافع إلى أن يبقى الأقوياء على الأرض...‏

الإرهاب الصهيوني..‏

آخر العمالقة.‏

المشهد الأول : ليلة مقتل العراف‏

الإنارة : خافتة بالجوانب، وبقعة دائرية في الوسط على لمصطبة... تندّ من الخارج أصوات الرعد مصحوبة بوميض البرق وغزارة الأمطار..‏

هذه الحالة وبمصاحبة رتم موسيقي مخصص، تضفي على المكان رهبة وخوفاً...‏



مردخاي : (بصوت غير مستقر)... أهلاً.. أهلاً بكم أيها القباليون(1) في "شوشن" لقد دعونا إلى هذا الاجتماع العاجل... (واقفاً) ... الأمر خطير. رأيتُ من الواجب البتُّ فيه على عجل وقبل أن يدركنا الوقت فنهلك كما هلك أهلنا من قبل... (يتأمل الوجوه بقسوة وهو يدور حولهم ويحدق فيهم...)...‏

مردخاي : (متابعاً) إذا كان الفشل حليف من سبقنا إليه من أهلنا....‏

... (يتوقف قليلاً... ثم يتابع)... هذا لا يعني أنه حليفنا...‏

مردخاي : (بعد سكتة...) دانيال‏

دانيال : أمر سيدي؟!‏

مردخاي : دانيال... يارئيس قبالة بابل، ما أخبار أهلنا في "أور" البابلية؟!‏

دانيال : ليست بأحسن حال في عهد الملك (بلشاصر) من عهد أبيه "نبوخذ نصر".‏

مردخاي : كيف؟! ... ومعظم كهنة "أور" وكبار تجارها من اليهود؟‏

دانيال : كان ذلك قبل سقوط "نينوى" و"تل آب" و"تل شمش"(2) أنتم تعلمون تماماً مافعله تجارنا ونساؤنا وكهنتنا من مؤامرات ودسائس حتى سقطت هذه المزربانات واستولى عليها الأخمينيون الفرس.‏

مردخاي : (باعتداد) هذا قليل لا يفي قرباناً لرب آيل.. (يجلس) ... قربان الربُّ‏

دانيال: ومن يومها "بلشاصر" يلاحق تجارنا وأهلنا...‏

مردخاي : (لرئيس قبالة كنعان) ... وأنت يا رئيس قبالة كنعان... أقصد أرض كنعان؟!‏

عزرا : أمر سيدي..‏

مردخاي : ماذا عن أوضاع أهلنا في أرض كنعان؟!‏

عزرا : في أورشليم الشقية أم في حاصور أم في يريخو أم في السامرة(3)؟!..‏

مردخاي : أريد شرحاً لأوضاع كل واحدة؟!‏

عزرا : في أورشيلم يعاني أهلنا الويل والحرمان من قائدها العمليقي "بشلام" ومن سطوة جنودها القساة، ومن إذلال أهلها الكنعانيين لنا.‏

مردخاي : (بانفعال زائد)... وفرق الرعاع القتالية ماذا تفعل؟ لِمَ لَمْ تخرج من أوكارها الجبلية لتقاتل؟! أليست مستعدة للقتال؟!‏

عزرا : كعادتها تقوم بالإغارة ليلاً على أطراف أورشليم.. تدمر وتنهب وتقتل وتحرق المعابد وفي الحول الماضي أحرقنا معبد الإله شمش‏

مردخاي : وحاصورا الكنعانية؟!‏

عزرا : لا نصيب لنا فيها..‏

مردخاي : لم؟!‏

عزرا : حصونها منيعة وأهلها أشداء.. قتلوا وأسروا الكثير منا..‏

مردخاي : مسألة رد اعتبار...‏

أنسيتم كيف أحرقها خادم الرب يشوع بن ونون (بحقد) وسوف نحرقها ثانية وثالثة ورابعة لو استطعنا.. (لحظة صمت)...‏

مردخاي : أما عن السامرة وأهلنا فيها.. ماذا تقول يارئيس قبالة أرض كنعان؟!‏

عزرا : في السامرة الحياة لا تطاق، الذل والهوان مصير من يعيش فيها.. فهي خراب في خراب... حاولنا مراراً الاستقرار فيها ولم نستطع..‏

(يدخل العراف اليهودي مبللاً بمياه المطر.. ينهض الجميع لاستقباله ثم ينضم صامتاً... ويجلسون)..‏

مردخاي : لقد صدقت أيها العراف... فعلاً القوة بدل الضعف، ولن يكون الإنسان قوياً مالم يتمرد على ضعفه.. (ينهض مردخاي بثقل، ثم ينتقل بين الجماعة وهو يحدق فيهم الواحد تلو الآخر)...‏

ناراسين : (يخرج عن صمته بحذر)... إذن كيف السبيل إلى القوة ونحن في وضع لا يسمح لنا بالتحرك... هل نعلن التمرد؟!‏

مردخاي : في "شوشن" لاحاجة لذلك ياناراسين، فلنا فيها أساليبنا الخاصة..‏

ناراسين : لا أفهم ماترمي إليه ياسيدي؟!‏

مردخاي : وأنا أعرف ماتشعر به وماينتابك من أرق ياناراسين.. تذكر أننا حين نشعر بالخطر حولنا، نعرف تماماً كيف نتخلص منه.. (يرفع عقيرته ثم يسأل بصوت عال)..‏

أيها الأتباع.. ماهو العنف؟!... (الوجوه تحدق بغرابة في بعضها)...‏

أليس هو الدافع إلى أن يبقى الأقوياء على هذه الأرض...‏

(بشيء من الخبث)...‏

مامعنى أن يعيش الضعفاء على الأرض؟!... من منكم يستطيع أن يشم رائحة الموت؟! الجميع يهزون رؤوسهم بالإيجاب)...‏

أما الضعفاء فعاجزون.. أجل عاجزون.. أفهمت ياناراسين...‏

اسمعوا ماذا يقول الرب: (من يسفك من اليهود دم ضال يقدم قرباناً مرضياً)(4).‏

دانيال : (يسأل) سيدي مردخاي: لم تحدثنا عن أوضاع أهلنا في بلاد فارس؟!‏

مردخاي : في أحسن حال... وثقة الملك "احشويروش" بنا عمياء... رسخها الكهنة والتجار، وعززتها أموالنا التي ملأت خزائنه ومولت حروبه ونساءنا اللواتي عرفن كيف السبيل... لقد استطعنا انتزاع وعد منه يقضي بالعودة إلى أرض كنعان...‏

....(يتوقف قليلاً عن الكلام ثم يتابع بحذر)...‏

هذا لا ينفي وجود من يحاول التربص والإيقاع بنا والسعي وراء هلاكنا وأخشى أن يدركنا.. (فجأة يسكت ثم يجلس في مكانه)...‏

عزرا : (مستفسراً بدهشة).. وتخشى من ياسيدي؟!‏

مردخاي : هناك من يحاول جرنا وافتضاح أمرنا.. وأخشى أن يدركنا الوقت فنهلك...‏

عزرا : (واقفاً في مكانه).. ومن هذا الذي يسعى إلى هلاكنا؟!‏

مردخاي : (متنهداً.. يشير لعزرا بالجلوس)... إنه الحكيم أزدشير..‏

دانيال : (مصعوقاً) أزدشير..؟!‏

مردخاي : أجل.. أزدشير أصبح خطراً كبيراً علينا..‏

دانيال : (بنزق) كيف ، وأين يكمن خطره؟!‏

مردخاي : عيونه ترصدنا بالخفاء.. والدلائل التي في حوزته كافية لتقودنا إلى الهلاك..‏

عزرا : (يسأل) هل هذا مجرد افتراض ياسيدي؟!‏

مردخاي : بل الحقيقة يارئيس قبالة أرض كنعان.. العراف ياساده...‏

(يسكت ثم ينهض واقفاً في مكانه ثم يجلس...) العراف أيها الساده...‏

دانيال : (بغرابة)... مابه ياسيدي...؟!‏

مردخاي : العراف ميشخ... أمره مكشوف للحكيم أزدشير...‏

عزرا : سيدي؟!‏

مردخاي : أجل أيها القباليون... أزدشير شك به واتهمه بعلومه ونعته بابن السبي بل حاول الإيقاع بي... (يستوى واقفاً مرة ثانية ويتابع حديثه بهدوء تام...).. مارأيك ياناراسين فيما قلته...؟!‏

ناراسين : وأنا أشهد على ذلك ياسيدي...‏

(يلتفت ناراسين إلى دانيال وعزرا)...‏

يومها كنا جميعاً أنا وسيدي مردخاي وسيدي ميشخ في صحن المعبد المكان الذي نخطط فيه مانريد فعله (ينظر إلى مردخاي بارتباك)..‏

مردخاي : (متابعاً) إنه المكان المناسب لعملنا وأسرارنا.. (لناراسين) أكمل ياناراسين..‏

ناراسين : (يكلم مردخاي) أتذكر ياسيدي كيف فاجأنا الحكيم أزدشير بحضوره؟!‏

في تلك اللحظة فقط عرفت أن الحكيم "أزدشير" يعرف الكثير عن العراف لقد حضر "أزدشير" على غير عادته وبمفرده.. لماذا؟!‏

مردخاي : (يهز رأسه)... أنت رائع ياناراسين؟!‏

ناراسين : (متابعاً)... أظنه ياساده يعرف الكثير عن العراف وعن...‏

مردخاي : (مقاطعاً).. وهذا ما أخشاه ياناراسين؟!.. والطامة الكبرى أن عاد هامان العمليقي وأخبره الحكيم أزدشير بالحقيقة...‏

دانيال : (بعصبية) و.. ما العمل ياسادة؟!‏

عزرا : (بعفوية الخائف) نتخلص منه.. نقتله قبل أن يقتلنا؟!‏

ناراسين: (كالملسوع)... نقتله.. نقتله بهذه السهولة؟!‏

عزرا : (بعنف) لقد قتلنا الكثير قبله...‏

(أثناء الحوار نلاحظ العراف شارداً لا يعبأ بمن حوله، وحالة من القلق تسيطر عليه...)..‏

مردخاي : (للعراف) لم أسمع رأي العراف ميشخ... عراف "شوشن"..‏

الأعرج : (صامت لا يرد)..‏

دانيال : لعل أمراً ما.. يشغل عقل سيدي ميشخ؟!‏

عزرا : (واقفاً يهز كتف العراف)... مايقلق عراف "شوشن"؟‍!‏

الأعرج : (ينتبه فجأة)...لا ... لاشيء...‏

مردخاي :منذ دخولك الحجرة وأنت واجم، شارد اللب، معكر المزاج؟!‏

هل هناك أمر تخفيه عنا؟!‏

الأعرج : (يرتجف قليلاً ثم يخمد...ا....ا....) الليلة سأكون في حضرة الملكة "وشتي" و معي النبوءة الكاملة لطالع النجم الكبير...‏

(ينهض متوتراً... يرتجف قليلاً.. يتحرك جيئة وذهاباً... يرسم بعض الحركات غير المتوازنة...)..‏

الأعرج: (يتابع) والليلة أيضاً أنا والحكيم أزدشير وجهاً لوجه في مجلس الأعيان وأمامهم وبحضور الملكة...‏

(متنهداً) حقاً.. إنها ليلة صاخبة وعظيمة...‏

(فجأة تسود الوجوه حالة من الارتباك والفزع والضغط النفسي.. تبدو الوجوه كأنها محاصرة ومضغوطة وهي تستمع إلى العراف...).‏

الأعرج : (مكملاً بارتياب).. فترات قليلة تفصل بين الأسود والأبيض.. أكون أو لا أكون... وأعلم تماماً أني لن أكون، وهذا ليس مهماً..‏

(للاتباع) أشيروا علي ماذا أفعل؟‍!‏

المهلة التي حددتها الملكة لأفضي إليها بآخر الأخبار.. عن الحرب.. عن الملك.. عن الحصار.. شرط اليقين والصحة.. تنقضي هذه الليلة بعد منتصفها...‏

مردخاي : (بهدوء).. هذا عملك وعليك القيام به..‏

الأعرج : أن تفسير طوالع النجوم يقوم على التبصير والتنجيم، لا على اليقين والصحة. و الملكة "وشتي" مصرة تريد اليقين لا التنجيم...؟!‏

(يزداد التوتر على الوجوه المضغوطة وهي تراقب الأعرج)...‏

أقسمت أن تصلبني على أحد الأبواب في "شوشن" أن أخفقت نبوءتي (لنفسه)... أكون أو لا أكون.. المهم نبوءة هذا النجم؟!‏

مردخاي : (بحذر) نبوءة هذا النجم مثل أية نبوءة أخرى؟!‏

ناراسين : (بقلق زائد)... ماذا تقصد ياسيدي العراف....؟!‏

الأعرج : لو تحققت نبوءة هذا النجم وصدقت (يتوقف عن الكلام ويرسم حركات بالهواء...).‏

مردخاي : (مستاء ومنفعلاً).. ماذا تريد أن تقول؟!‏

- بعد سكتة- ...‏

الأعرج : اسمعوا أيها القباليون: لو تحققت نبوءة هذا النجم وصدقت.. سوف تحل بنا جميعاً أبناء السبي كارثة... لن ننهض بعدها وإلى الأبد..‏

(تزداد الوجوه انضغاطاً وتوتراً ترصد الملامح وتزيد في شحوبها)...‏

الأعرج : (متابعاً)... أشيروا علي ماذا أفعل؟!‏

عزرا : (مصعوقاً).. بماذا نشير عليك ونحن نغوص في متاهات كلامك وأسرار نجمك؟!‏

دانيال : هل أنت تهذي ياسيدي؟.... (تسود فترة صمت مشوبة بالقلق والخوف)...‏

مردخاي : (بهدوء قلق) وطالع نجمك هذا ماذا يقول أيها العراف؟!‏

الأعرج : (يسترسل بغير اتزان)...‏

الغيمة السوداء العظيمة التي حجبت النجم الكبير ثم تلاشى بعدها النجم.. هذه الحالة تؤكد موت الملك احشويروش...‏

أما الشهب التي تساقطت بعد تلاشي الغيمة... تعني هزيمة الجيوش الفارسية أمام البابلية...‏

أما الشهاب المضاء والصاعد.. فهو النذير بعودة هامان سريعاً واقتناص الحكم...‏

(الجميع وقوفاً.. العيون ترصد بعضها تتفق فيما بينها.. البرق والرعد يضفيان رهبة زائدة...)..‏

مردخاي : (بفزع هائل) ما.. ما.. ماذا قلت؟!... ماذا قلت أيها العراف؟!‏

العراف : حقيقة النبوءة التي فسّرت طالع النجم الكبير....؟!‏

(مردخاي كالمصعوق.. مشغول ينظر إلى الأتباع برهبة وقلق...يكلم نفسه...)..‏

مردخاي : أي حقيقة هذه؟! إنه الخراب القادم أيها العراف؟!‏

كارثة لو انتصر البابليين ومات الملك؟!‏

"نبوخذ نصر" مات والبعث لم يقم بعد.. (يرفع صوته).. كانت نبوءة ولم تتحقق...‏

أنعود إلى البداية.. زمن الضلالات والضياع والتشتت.‏

الأعرج : (بهستريا) "نبوخذ نصر مات"، "نبوخذ نصر مات" نبوخذ نصر مات؟!‏

(يبكي بحرقة)..‏

اقتلوني.. أقتلوني أيها الأتباع... ماذا أقول؟! هو ذا طالع نجمي؟! ماذا أفعل...؟!‏

ناراسين : (بفظاعة) ... ياويلنا... ياويلنا لو صح طالع نجمك ومات الملك؟!‏


لوحة

(الأعرج يدخل في حالة عدم اتزان يبدأ بالدوران حول نفسه تارة ثم ينقبض تارة أخرى... تارة يكرر نبوخذ نصر مات وتارة يردد مات الملك.. وعلى فترات... بينما مردخاي يحدق في أتباعه فينهضون جميعاً ويبدأون بالدوران البطيء حول العراف)..‏

- بعد هذه اللوحة... يقترب مردخاي من العراف يثبته ويمنعه من الدوران حتى ينهي حديثه.. بينما الجماعة تتابع دورانها حولهم.‏

مردخاي : (بحنان) ميشخ أيها العراف..‏

الأعرج : (ببكائية) ... أرجوك ياسيدي نادني باسمي ميشائيل... (يكرر) ميشائيل مرة واحدة أريد أن أسمعه...‏

مردخاي : اسمع ميشائيل... (العراف يبتسم ببرود...)... الملكة وشتي تريد اليقين... أليس كذلك؟!‏

الأعرج : نعم...‏

مردخاي : وطالع نجمك قد يغدر بك أمامها..‏

الأعرج : (يهز رأسه) نعم...‏

مردخاي : وقد أقسمت على صلبك على أحد أبواب "شوشن"...‏

الأعرج : إنها ملكة مجنونة...‏

(يدور حول نفسه بسرعة ثم يتوقف ثم يدور... وهو يردد... نبوخذ نصر... مات...)..‏

الأعرج Sadبهذيان ) هم يريدون قتلي.. سواء أكان طالعي تبصيراً أم يقيناً.. وأنتم... (يشير إلى جماعته) ... وأنتم أيضاً تريدون قتلي... أعرف ذلك...‏

(تتوقف المجموعة عن الدوران، ثم ينتقل العراف بينهم يحاورهم... بتهالك)..‏

قبل قتلي... اقتلوا أزدشير... إنه البلاء الذي أفشى سري... أزدشير اللعنة القادمة لهلاكنا...‏

قبل قتلي.. بشَّروا بقتل هامان.. حتى أموت مرتاحاً...‏

(يلتفت إلى مردخاي يريد الاتجاه إليه تمنعه الأيدي المتشابكة حوله...)‏

حتى أنت يامردخاي.. أيها التاجر المجوسي المشكوك بأصله.. أزدشير الحكيم... قال عنك ذلك... بل ويعرف الكثير عنك يامردخاي...‏

مردخاي : (يصرخ) أنا سيدك... قل سيدي أيها العرّاف...‏

الأعرج : (يرتجف يشير بأصبعه)... اقتله يامردخاي.. اقتل أزدشير بسرعة.. الوقت قصير...‏

(يتقدم مردخاي باتجاه العراف، يدخل دائرة القتل... يبدأ الاتباع بالدوران ويبدأ طقس القتل....).‏

مردخاي : (ممسكاً بلحية العراف).. لكي نتخلص من الحكيم أزدشير... (يحز خنجره على رقبة العراف)...‏

الأعرج : (يصرخ) بيدي لا بيدك يامردخاي...‏

(يستل خنجره من خصره.. يحاول قتل نفسه.. يمسكه الأتباع ويجردوه من سلاحه...).‏

مردخاي : نحن من يقرر قتلك.. أنت ميشائيل العظيم الذي حاك أكبر المؤامرات والدسائس في البلاد البابلية والأخمينية، (يرفع عن رأس العراف قبعته ويتابع حديثه ببروده وحنان مصطنع...)...‏

مردخاي : أنت ميشائيل العظيم الذي نفذ بأمانة أوامر القبالة اليهودية..‏

(يغمد خنجره في بطن العراف، ومن ثم تقوم الجماعة بطعن العراف حتى يقع أرضاً مضجراً بدمائه.. ثم تحمل جثة العراف، وتوضع فوق المصطبة.. ثم يقوم مردخاي بشق رسغ العراف ويملأ طاسة فخارية من دمه النازف يشرب منه ثم يشرب خلفه الأتباع...).‏

مردخاي : (وهو يعيد خنجره الملوث بدماء العراف).. في موتك سلامة لشعبك... في موتك نضمن صمتك عن طالع نجمك.. حتى لا تسمعه الملكة ويعلم به أفراد الشعب.. فيدب الفزع وتعم البلاد الفوضى وتزداد النقمة علينا ودمك نهبه قرباناً للرب...‏

المشهد الثاني-كذب المنجمون ولو صدقوا‏

"جثة العراف فوق المصطبة، مغطاة بوشاح أحمر بينما وقف الرجال الثلاثة على سوية واحدة وقد ارتدوا السواد"..‏



- يدخل أحد الخصيان..‏

الخصي : سيدي.. وصل رسول قبالة بابل‏

(الجميع بفزع والعيون تراقب بعضها)‏

مردخاي : دعه يدخل.. (يحدث نفسه) ... كارثة لو صدقت نبوءة العراف‏

(يدخل الرسول)‏

مردخاي : ماوراءك من أخبار أيها الرسول؟!‏

الرسول : خبر سار تزفه جماعة القبالة في بابل مهنئين أهلنا والشعوب الأخمينية‏

(يزداد الصخب).‏

مردخاي : (بغبطة) ما.. ماذا تقول؟!‏

الرسول : أخيراً هزم البابليون وإلى الأبد‏

(الوجوه وقد انفرجت أخاديدها تكاد لا تصدق.. تقفز في الهواء تصرخ فرحة.. تتعانق...).‏

الرسول : (متابعاً)... كان الحصار مخيفاً.. استطاع هامان فكه وأنقذ حياة الملك ومن معه.. وهو الآن يواصل زحفه نحو بابل و"أور الكلدان"...‏

مردخاي : (مقاطعاً) ... هل هناك ماتحب أن تزودنا به قبل انصرافك؟؟!‏

الرسول : القبالة البابلية ترغب بأخبار القصر الملكي كأول من يزف الخبر... كما وتوصي القبالة إقامة الأفراح..‏

مردخاي : (عابساً) هذا شأننا.. عليك بالسكوت والانصراف يارسول قبالة بابل‏

(الرسول يخرج)‏

(ينظر إلى جثة العراف بنشوة) لقد كذب نجمك أيها العراف فقتلك طالعه..‏

(مردخاي مطرقاً يفكر.. فجأة)..‏

(ينادي ناراسين.. عزرا.. احملا جثة العراف وارمياها في ساحة المعبد..‏

ناراسين : سيدي؟!‏

مردخاي : (يلقنه كذباً) لقد قتله "أزدشير" وأنت من رأى كيف قتل بقسوة ولماذا قتل يا ناراسين أليس كذلك...؟!‏

ناراسين : (متلعثماً) أ...عرف... أعرف أنه قتل ولكن لا أعرف لماذا؟!‏

مردخاي : (يلقنه كذباً) أزدشير قتله بقسوة.. أغمد خنجره مرات ومرات حتى يروي غليل حقده... مات العراف ولكن نبوءته باقية ولم تمت.. أراد أخبار القصر بطالع نجمه صحة ويقيناً.. لقد انتصرت الجيوش الملكية على البابليين، والأيام القليلة القادمة قد تحمل خبر الانتصار العظيم.. وعودة الملك ظافراً... سليماً.. معافى.. هل فهمت ياناراسين؟!‏

ناراسين : (يهز رأسه) مفهوم يا سيدي...‏

مرخاي : (متابعاً) وأنت في حضرة الملكة (وشتي) لا تنسَ المناحة والبكاء على فقيدنا الغالي وتعظيم أفعاله وحسن سلوكه... (يلتفت إلى دانيال).. أما أنت يادانيال احتل على شكلك وبدل في ملامحه، واتجه فوراً إلى الحكيم أزدشير وأخبره بنبأ الانتصار العظيم ثم اختفِ ونتنكّر ثانية ثم اظهر في السوق مع عزرا..‏

(للجميع..).. مفهوم.. (يهزون رؤوسهم)...‏

- بعد سكتة قصيرة‏

اسمع يا عزرا بعد رمي جثة العراف في المعبد، أضرم النار فيها وفي المعبد، ثم اتجه إلى سوق المدينة مع أتباعنا وانشروا نبأ مصرع العراف على يد الحكيم "أزدشير"... كيف قتله وكيف أحرق جثته وكيف أحرق المعبد...ولماذا؟‍‏

عزرا : (يكرر باسترسال حزين مصطنع)... أغمد خنجره مرات ومرات، حتى يروي غليله ويطفئ نار حقده... انتزعَ منه السر العظيم... نبأ انتصار الجيوش الملكية على البابليين ثم أحرق المعبد لإخفاء جريمته...‏

(الجميع يخرجون بالتتالي وهم يرددون أغمد خنجره مرات ومرات.. الخ)..‏

"حل إخراجي"‏

اللوحات الآتية، يفترض أن تكون موزعة على مستويات مختلفة ومتدرجة بالظهور وضمن بقع ضوئية)..‏

لوحة (1)... رجلان من (المارة)‏

رجل (1) :هل سمعت آخر الأخبار...؟‍!‏

رجل (2) : (يهمس) لا ترفع صوتك.. نعم سمعت.. أزدشير الحكيم قتل العراف وأحرق جثته..‏

رجل (1) : وأحرق المعبد أيضاً..‏

رجل (2) : هل تعرف السبب..‏

رجل (1) :لا...؟! ولا أريد أن أعرف... (بانفعال)...‏

رجل (2) : إذن تعرف..‏

رجل (1) : أتصدق أنت؟!‏

رجل (2) : بل أشك...‏

رجل (1) : مؤامرة.. حاكها أبناء السبي...‏

رجل (2) : لا ترفع صوتك...؟!‏



لوحة (2) دانيال وعزرا في سوق "شوشن"‏

وحولهم جماعة من الناس‏

دانيال : (باسترسال) قتله بقسوة.. أغمد خنجره مرات ومرات حتى يروي غليله ويطفئ نار حقده؟!‏

عزرا : مات عراف "شوشن" ... مات ولكن نبوءته لم تمت... سيعود الملك ظافراً سليماً معافى... يوم أو يومان وتصل الأخبار.. الملك مكلل بالانتصار.‏

لوحة (3)... أصوات تتعالى، تهتف بحياة الملك المنتصر ووزيره هامان..‏



لوحة (4)... في سوق "شوشن"..‏

رجل (3) : آخر الأخبار.... آخر الأخبار.... أزدشير الحكيم... لن يدافع عن نفسه كل الأدلة ضده... آخر الأخبار.... آخر الأخبار....(يكرر)..‏



لوحة (5) أزدشير مصلوباً يحتضر‏

من عمق المنصة في أعلى زاوية يظهر الحكيم أزدشير مصلوباً يحتضر الضمير الغائب لشخص أزدشير يتجول أمام المنصة على شاكلة طيف، يحاور أزدشير المصلوب.‏

الطيف : قتلوك.. يخافون من حركة اللسان.. وحركة اللسان لها إيقاع مخيف... قتلوك يا صوتاً في داخلنا... فقد صرخت بهم، إن الحقيقة لا تموت والحكمة لا تموت.... والعدل لا يموت...‏



- إظلام-‏

القصر الملكي مخدع الملكة "وشتي"‏

المشهد الثالث-المؤامرة‏

الزمن: بعد ثلاث سنوات من الانتصار الكبير.‏

"الملكة على فراشها الوثير، ومن حولها الوصيفات... يدخل أحد الخصيان"‏

الخصي : (ينحني) مولاتي كبير الخدم في الباب...‏

(واقفة تشير للوصيفات أن يخرجن)‏

وشتي : دعه يدخل... (فترة... ويدخل مردخاي بحلته الجديدة وقد تغيرّ بعض ملامحه ولباسه زاده ثراء)...‏

مردخاي : (ينحني)...‏

وشتي : ماوراءك ياكبير الخدم؟!‏

مردخاي : (بحزن ورّقة صوت)... لاشيء يامولاتي..‏

وشتي : لم أعتد على استقبال أحد في مخدعي إلا لأمر هام..‏

مردخاي : سنوات ثلاث مضت وأنا أعمل بتفاني في القصر، وفي خدمة مولاتي‏

(ينحني ثم يتابع حديثه)..‏

ومن يومها وأنا أكتم الكثير من الأسرار والأخبار، ومايحدث في الليل والنهار من أمور وخفايا، وأنقلها أول بأول لمولاتي... (بخبث).. ومع ذلك هناك أمور تحدث وأخفيها عن مولاتي، خوفاً من بطش أصحابها لي...‏

(يتوقف عن الكلام.. يستدير نصف استدارة)...‏

وشتي : (قلقة) ماتريد قوله يامردخاي؟!‏

مردخاي : هناك أمور تحدث بالخفاء ولا يمكن السكوت عنها... (يتودّد لها).. أنت مليكتي وأنت من صنع هيبتي ورفع من مكانتي وزاد وقاري، وأعطاني اليد الطولى في القصر... ومن وجودك أستمد قوتي، وأخاف أن أفقدها يوماً.‏

وشتي : (بعصبية) أنا قادرة على حمايتك يامردخاي.. هذا وعد إذا كان الصواب فيما تقوله.‏

مردخاي : وكلامي يخصك يامولاتي...‏

وشتي : (في حيرة ‎) يخصني؟!‏

مردخاي : (في دهاء).. ينبغي أن يزداد المرء صلابة، كلما ازداد التهديد الذي يتعرض له، وأن يجابه القدر دون أن يفكر بالعواقب...‏

وشتي : بت لا أفهمك يامردخاي؟! بدأت تثير أعصابي... (بانفعال)...‏

مردخاي : (ببرودة مصطنعة)... لا... يامولاتي.. أرجوك ألاَّ تنفعلي واذكري أن مزيداً من الهدوء له القدرة على حل أكبر المعضلات...‏

وشتي : (وقد نفذ صبرها)... أسمع، لم أعد أحتمل هذا الغمز في الكلام..قل حاجتك.. وإلا...؟!‏

مردخاي : خففي من حدة هذا الغضب، واعلمي أن زوجك يعمل بنصيحة هامان.. وقد علمت أن هامان، استطاع أخيراً إقناع الملك بالزواج.‏

وشتي : (مصعوقة) الملك يريد الزواج؟! لماذا؟!‏

مردخاي : أجل يامولاتي.. الملك يرغب في ولد يرثه، (بخبث) قال هامان..‏

(يتوقف عن الحديث متصنعاً الحزن، مطأطئ‏

الرأس)..‏

وشتي: (بنفور وانفعال) و... وماذا قال الملعون هامان أيضاً؟!‏

مردخاي : (بوقاحة)... قال هامان أنت عاقر يامولاتي.. وجمالك لا يليق بمكانة الملكة (الملكة "وشتي" تنهار على فراشها وتجهش بالبكاء بينما وقف مردخاي ينظر إليها بعيون ثعلبية).‏

مردخاي : (متابعاً).. قلت في نفسي كيف تسكت يامردخاي عن مثل هذا والملك يريد الزواج من فتاة تشاركه الملك وترث العرش بدل مولاتي... كيف ولماذا لا أقول لها الحقيقة؟!‏

(يتقدم منها، يركع إلى جانب الفراش، يواسيها كذباً)..‏

أنت أيتها الملكة العظيمة.. يامن أفنيت عمرك ودفنت سعادتك في خدمة الملك العجوز وتفانيت في خدمة الشعب.. دافعت عن الحكم وكنت السند العظيم للملك في غيابه... حتى هابك الأمراء والمرازبة في المزربانات جميعاً..‏

وشتي : (تصرخ متذمرة) أنا عاقر ولست جميلة... ياويلك ياهامان... أيها اللعنة المزيفة بثياب حرباء... سأعرف كيف أنال منك... سوف أرميك عظماً للكلاب القذرة...‏

مردخاي : (بخبث متابعاً) عجلي يامولاتي.. وبأسرع وقت‏

(بعد سكتة طويلة.. تنهض الملكة وتتجه إلى نافذة شرفتها بعصبية زائدة...).‏

وشتي : وماذا علمت أيضاً يامردخاي؟!‏

مردخاي : اتفقوا على موعد..‏

وشتي : (بلهفة الخائف)... هل تعرف اليوم؟!... (مردخاي يهز رأسه بالنفي)..‏

ألا يخاف أن يخونني؟! هل يعتقد أني سأسكت على هذه الإهانة؟!‏

(لنفسها تتوعد)..فلتبدأ منذ الآن في خشيتي أيها الزوج الضعيف...‏

(مردخاي يراقب تصرفاتها وحركات انفعالها)..‏

إذا كان قد كف عن حبي، فسوف يرى هذا الخائن، إلى أي حد من الفظاعة يمكن أن تصل ثورة غضبي.‏

مردخاي : (يزيد في ثورتها)... هناك ملك وخلفه وزيره القوي... يجب أن تخافيه؟!‏

(يحدث نفسه بمكر وخبث)..‏

إن الحماسة القوية في قلب شديد الحساسية، تجعل كل شيء ممكناً في ساعة الغضب؟! - بعد سكنة مضطربة-... الملكة تفاجئ مردخاي بقرارها الأخير والمفاجئ-‏

وشتي : اسمع مردخاي.. أريد الاعتماد عليك..‏

مردخاي : إني اتبعك في خضوع تام..‏

وشتي : (بانفعال) أنا الوريثة الوحيدة للعرش فيما لو مات الملك..‏

مردخاي : ( باضطراب).. ما.. مات... من؟! ماذا قلت يامولاتي...؟!‏

وشتي : (بحقد) سوف أقتل زوجي..‏

مردخاي : (بخوف) مولاتي!! إن ماتفعلينه ينطوي على خطر أكيد..‏

وشتي : ماذا تقصد؟!‏

مردخاي : هامان.. موت الملك لا يفيد مادام "هامان" الرأس المدبر حياً يرزق..‏

وشتي : لم يعد قتل "هامان" يفي الآن.. أنا أنثى يامردخاي.. وأعرف شعور الأنثى وكيد الرجال...‏

مردخاي : (باضطراب زائد) مولاتي...؟!‏

وشتي: انتهى الأمر..‏

مردخاي : (لنفسه بهمس مسموع).. يبدو أن الغيرة قوية...؟! وفي كل الأحوال صادرة عن غاية مشروعة.. لأحاول مرة أخرى أن أبعدها عن هذا الهاجس...‏

مولاتي... أرجو أن تعدلي عن... (تقاطعه)‏

وشتي : انتهى الأمر.. ولاتحاول إقناعي.. اسمع: لقد وعدتني بأن اعتمد عليك وأنا أعدك أيضاً أن تكون مستشاري الأول في المملكة والأمين على أسرارها..‏

مردخاي : (بارتباك)... (يحاول تغيير الحديث).. في صباح الغد، يقام الاحتفال السنوي الثالث بذكرى النصر على البابليين... (الملكة تبتعد دون أن تعير أي اهتمام لما يقوله مردخاي)...‏

مردخاي : (متابعاً) مولاي الملك، طلب مني إخبارك بالاستعداد لهذه المناسبة خير استعداد، أن تتزيني وتظهري من جمالك وفتنتك مايثير الدهشة ويربك النظر (ينسحب خارجاً.. بينما وشتي غارقة في تفكير عميق)...‏

مخدع الملكة "وشتي" ‏

المشهد الرابع-الاستعداد للقتل‏

الوقت: ليل.. والظلمة تسود المكان‏

(الملكة مع اثنين من حرسها الشخصي بفتان وترش(5)...)‏



وشتي : الليلة كل شيء جاهز.. كبير الخدم سوف يعمل على تسهيل المهمة الموكلة لكم...‏

بغتان : (مدهوشاً) كبير الخدم مردخاي.. لا أصدق يامولاتي..؟1 فهو أقرب إلى الملك من جلالتك... في الأيام الأخيرة الماضية لم يبرح مخدع مولاي الملك.‏

ترش : لا تنسي يامولاتي أن أكثر جواري الملك وخدمه من أهل السبي...؟!‏

وشتي : (تبدد مخاوفهما) لا عليكما.. مردخاي أكثر أتباعي إخلاصاً ومودة، ومن مصلحته أن يكون معنا.. (تغير مجرى الحديث)... اسمع "بغتان": وأنت يا "ترش".. اسمعا جيداً... طعام المساء على الطاولة في حجرة الملك.. عليك يا "بغتان" أن تكون حذراً للغاية وأنت تضع رأس الوعل المذبوح والمحروق أمام الملك لأن أحد قرنيه هو الخنجر المسموم.. أما أنت يا "ترش" قف خلف الملك تماماً و عند الانقضاض ثبته من كتفيه بقوة، حتى يسهل على "بغتان" طعنه..‏

(أثناء ذلك يدخل مردخاي بهو المخدع المظلم وهو يتلمس طريقه بحذر)..‏

مردخاي : (بهمس مسموع).. مولاتي... مولاتي...؟!‏

وشتي : (تفاجئه)... بالقرب منك.. لقد تأخرت..‏

مردخاي : ها.. (يأخذ نفساً طويلاً....) سبب تأخري هو أنت...‏

وشتي : (بدهشة) أنا..؟!..‏

مردخاي : أجل أنت.. لم لم تحضري الاحتفال؟!.. الملك ناقم عليك بشدة..‏

وشتي : (تقاطه وتكلم الحارسان).. اذهبا علىالفور واستعدا... سنوافيكم في الوقت المحدد..‏

(يخرجان).‏

وشتي : كيف كان الاحتفال يامردخاي؟! (تستدير بلا مبالاة)..‏

مردخاي : أجمل وأبهج احتفالٍ رأته عيناي..‏

وشتي : (تسخر) وهل كانت هناك نساء حسناوات رائعات..‏

مردخاي : أزواج الأمراء وبناتهم ذوات الجمال الرائع.. (مجاملاً).. لكن عيني لم تريا أجمل من حسن مولاتي.. (يستذكر بخبث)... ها.. لكن الذي لفت نظري تلك الفتاة الصغيرة الساحرة التي وقفت بين الوزير "هامان" ومولاي الملك وألهبت العقول؟!‏

وشتي : من تكون هذه الفتاة؟!‏

مردخاي : (في مكر) يقولون أنها من أهل السبي..‏

وشتي : (في دهاء) هل هي قريبة أم صنيعة لك؟!‏

مردخاي : (بتلعثم) و.. ما.. من قال هذا؟! مولاتي.. لماذا؟!‏

وشتي : (تبتسم بحذر).. مجرد تخمين ياكبير الخدم.. قل لي.. أهي جميلة أكثر مني؟!‏

مردخاي : (يبدي انزعاجاً كاذباً).. ليس هذا وقت السؤال؟! الملك يامولاتي ناقم عليك بشدة قد أقسم أمام الأعيان أن يثأر لتلك الإهانة؟!‏

وشتي : (حاقدة) كل شيء انتهى.. أما أنا وأما الملك.... المملكة لم تعد تتسع لكلينا.. (بجدية)... قل لي: هل أحكمت خطتك جيداً؟!‏

مردخاي : ضبطت كل شيء وبدقة وبقي التنفيذ... الحارسان "بفتان وترش" سيكونان في حجرة الملك الليلة وسوف يفرشان الطعام للملك..‏

وشتي : وحدهما؟!‏

مردخاي : بعد إبعاد بقية الخدم عن المخدع:‏

وشتي : إذن.. كل شيء جاهز.. (باعتداد) ما أن يقتل الملك وتتأكد تماماً من موته.. اقتل الحارسين فوراً.. ثم أنت وخدمك وحرسك املؤوا القصر صراخاً.. ثم أعلن أمام الحاشية الملكية، أن الملك قتل غيلة.. والذي قتله رجل يشبه جسم ولباس هامان الوزير.. واترك الباقي لي..‏

-بعد لحظة صمت-... تشير لمردخاي بالانصراف فيخرج سريعاً...‏

وشتي : (تكلم نفسها).. بتُّ أخاف هذا الـ (تقطع كلامها).. ترى هل مردخاي صادق النوايا؟!‏

- إظلام-‏

المشهد الخامس-المكان-البهو المؤدي إلى مخدع الملك

(يظهر الملك وبرفقته وزيره هامان وبعض أفراد الحاشية‏

-ثمة حوار يدور بين هامان والملك عند باب الحجرة‏

-الحاشية تودع مليكها بالانحناء والابتعاد..‏

.. الحارسان بغتان وترش عند الباب)‏



الملك : أفعل ما أمرت به يا هامان‏

هامان : (يتوسل) امنح الملكة فرصة تدافع بها عن نفسها يا مولاي.. لا بد من سوء طالع عطل حضورها.‏

الملك : (مؤكداً) افعل ما أمرت به يا هامان.. غداً عند الفجر وفي الساحة الملكية وأمام الحاشية والأشراف وكبار التجار، ووجهاء الرعية.. اتل أمامهم أمري ممهمورا بخاتمي بعزل الملكة وتجريدها من اللقب، وأفقأ عينيها، وأنفها إلى أبعد المزربانات.‏

هامان : (متردداً) لكن؟‏

الملك : (بانفعال) ماذا تريد أن تقول يا وزير؟‏

هامان : (بتودد) مولاتي الملكة لم يسبق لها قبل ذلك أن رفضت طلباً بل كانت حريصة أشد الحرص على راحتك.‏

الملك : (بانفعال) وهل تعرف الملكة أكثر مني.‏

هامان : (وقد بدا محرجاً).. لا.. هل يأذن مولاي لي بالانصراف.‏

الملك : لك ما تريد يا وزير البلاد.. أريد صحوة مبكرة وكل شيء جاهز.‏

هامان : أمر مولاي مطاع.. (يبتعد بحزن وبخطا ثقيلة، في حين وقف الملك يراقبه، وفجأة يظهر مردخاي وقد بدا شديد الارتباك.. يقترب من الملك، يهمس إليه، ثم يبتعدان إلى ركن بعيد عن الحراس..)‏

الملك : (مصعوقاً).. هـ.. هكذا إذاً؟ الملكة تريد قتلي‏

(يفكر قليلاً ثم ينظر خلسة إلى الحارسين.. ينتفض في مكانه..)‏

إذا تأكد لي ذلك سيكون لك شأن عظيم يا مردخاي.. أما لو‏

(يقاطعه)..‏

مردخاي : وهل تشك بإخلاصي يامولاي؟ لقد ضبطت كل شيء، وأعددت خطة محكمة كافية لحمايتك من القتل والإيقاع بالفاعلين، وسوف ترى مدى وفائي وإخلاصي.‏

الملك : (بخوف) كيف..؟ قدماي لم تعد قادرتا على حملي؟‏

مردخاي : (مهدئا) مولاي.. أتخاف وأنت الملك.. إتجه الآن إلى حجرتك لتتناول طعام المساء، وبشكل طبيعي.‏

الملك : (مرتاعاً) قد يقتلوني؟‏

مردخاي : لن يصلوا إليك إلا وهم جثث نتنة ملقاة على الأرض.‏

(يبتعد مردخاي وهو ينحني في حين الملك يتجه إلى الحجرة بخطى حذرة وقد بدا شاحب الوجه قلقاً، فيما عيناه كانتا تختلسان النظر إلى الحارسين..)‏

اظلام‏

المشهد السادس-بعد خمس سنوات

-المكان: حجرة ما في القصر الملكي‏

-مردخاي والملكة الفاتنة أستير‏



مردخاي : قد تحقق حلمك وأصبحت ملكة على طول البلاد وعرضها.. خمس سنوات مضت كأنها يوم أمس..‏

الملكة : (في وله).. بل تحقق حلمنا معاً.. أنت الآن وزير بيت المال.‏

مردخاي : (باسترسال حزين).. وحلمنا يا استير.. حلمنا الكبير.. متى؟‏

الملكة : قريباً يا عماه.‏

مردخاي : الآن وأنت الملكة.. حان الوقت لكي يكون لك شأن عظيم يا (هداسا).. (في صرامة).. اعلمي يا هداساً(6) جهنم هي أرض موحلة فاسدة لا فرح فيها ولا سرور بل بكاء وظلام" واعلمي أيضاً.. "الجنة اللذيذة لا يدخلها إلا اليهود"..(7).‏

(مردخاي يزيد في الموعظة التلمودية بينما الملكة تجلس خاشعة بين يدي مردخاي).‏

مردخاي : "الإسرائيلي إذا كان صالحاً- يجب عليه أن يعمل بلا هوادة في أن ينبذ المتسلطين من غير اليهود.. لأن السلطة على الشعوب غير اليهودية هي من نصيب اليهود.. وفي كل مكان يدخله اليهود يجب أن يكونوا هم المتسلطين..)(Cool.‏

(يمسح شعرها بيده، بينما هي تمسح دموعها التي انسابت على خديها..)‏

مردخاي : (متابعاً) أرجو أن تتابعي مع زوجك الموعظة التلمودية.‏

الملكة : (بحنان) أنت معلمي وأنت من رعاني وأوصلني إلى هذه السدة، أعلم يا عماه أني سأكون طوعاً لشعبي وسأبذل كل جهدي لتحقيق حلمنا.‏

-بعد لحظة توقف.‏

الملكة : (متابعة بدلال) لم تقل لي كيف رأيت زوجي العجوز يا عماه؟‏

مردخاي : شديد الغباء..‏

الملكة : (بغيرة كاذبة) عماه.. إنه زوجي.‏

مردخاي : (مصراً) ومع ذلك غبي.. أجل لا تزعلي.. فهو سميك العقل في تلقيه لعلوم ديننا(Cool

الملكة : وما الحل؟‏

مردخاي : أحاول جاهداً الإسراع في تهويده.. لا تقلقي.. (تدخل إحدى الوصيفات)‏

الوصيفة : مولاتي.. قد أعددت الأساور والحلي.. مولاي الملك بعث إلى جلالتك بقلادة عشتار (تقدمها وهي تنحني راكعة).‏

الملكة : (تتلقفها بسرعة) يا له من ملك رقيق.‏

مردخاي : (ساخراً) وكريم رغم غبائه.‏

الملكة : (ترمق الوصيفة بنظرة إذلال) هيا.. انصرفي‏

(تخرج الوصيفة)‏

الملكة : (ضاحكة).. رفعنا الرب إلى السماء.. فلا أقل من أن يرفعنا إلى العرش (يضحكان.. يلج الملك القاعة بردائه الأبيض الفضفاض موشحا بخيوط الذهب، ويعلو رأسه تاج تعلوه رأس لبوة تهرع إليه الملكة وتأخذ بيده في راحتيها، ثم تضم ثوبها الهفهاف حوله..)‏

الملكة : (في وله ودلع).. مولاي.. حبيبي..‏

(يجلسان على أريكة وثيرة، ما تلبث الملكة أن تضع رأسها على ركبتي الملك.. بينما مردخاي يراقب ذلك مسروراً)..‏

الملك : (في وله شديد).. فتاتي الصغيرة.. أملي ونور عيني.. ما بك؟‏

الملكة : أشعر في ضيق.. يعكر مزاجي ويثير غضبي.‏

الملك : له.. له.. ليس هذا وقت غضب.. وما الذي يغضبك حتى أقتلعه من جذوره؟‏

الملكة : أحياناً.. الوحدة والفراغ.. الفراغ الذي يأخذك مني ويجعلني وحيدة..‏

الملك : (يتوعد الفراغ) سوف أحاكمه قريباً.. وسأصلبه على خشبة طولها خمسون بل مئة ذراع.. (يضحكون.. ثم يضع يده على ذراعيها.. يميل نحوها.. تتلّق رأسه تقبله بعنف.. مردخاي يحاول أن ينسل خارجاً)..‏

الملك : (ينتبه) إلى أين ذاهب يا وزير بيت المال؟‏

مردخاي : (يبتسم) الوقت غير مناسب لوجودي بينكما الآن.. هناك بعض الأمور المالية الهامة أحاول انهاءها بأسرع وقت ممكن.‏

الملك : آه.. ذكرتني كيف حال الخزينة يا وزير؟‏

مردخاي : (بامتغاص) هناك بعض العجز في المزانية؟‏

الملك : (مستفسراً) كيف؟ ولماذا؟‏

مردخاي : المسحوبات الملكية كانت كبيرة خلال هذا الحول، عدا مصاريف الحاشية ومراسيم الاستقبال والأعياد والهبات و.. و..‏

الملك : (يقاطعه) كفى يا وزير.. أريد الحل؟‏

مردخاي : زيادة الضرائب مرة أو مرتين على الأقل.‏

الملك : في الحول الماضي زادت أكثر من ثلاث مرات؟‏

مردخاي : ذلك أفضل من الإفلاس؟‏

الملك : (مستاء) ابحث لي عن طريقة أخرى غير زيادة الضرائب يا وزير؟‏

مردخاي : (بعد تفكير).. وجدتها..‏

الملك : قل وبسرعة؟‏

مردخاي : طريقة لا تحتاج فيها إلى زيادة الضرائب.‏

الملك : ما هي هذه الطريقة.. أتوق شوقاً إلى سماعها..؟‏

مردخاي : نقوم بشراء القمح والماشية من العوام ونضعها في مخازن القصر.‏

الملك : من أين نأتي بالمال لشراء هذه الكميات الكبيرة..؟‏

مردخاي : هناك التجار والنبلاء وتجار أهل السبي وأوقاف الكهنة أيضاً يساعدوننا مقابل الأسعار التي نحددها لهم.. عند ذلك سيحدث نقص في الغلال والماشية.‏

الملك : (مستاء) لكن هذا يهدد حياة الناس ويزداد الفقر والجوع؟‏

مردخاي : لفترة قصيرة.. بعدها نفتح شون الغلال ونبيع بالأسعار التي نحددها لهم، وبهذا يكون المال قد ملأ الخزانة الملكية.‏

الملكة : (تبارك هذه الطريقة).. ما أشد ذكاءك يا عماه، أنت في هذا تسدي أجل الخدمات للملك والمملكة.. (بدلال) والملكة.. (تلتفت للملك بنظرات غانية).. ما رأيك يا زوجي ونور عيني؟‏

الملك : (يبارك الطريقة على مضض).. ليكن.. أفعل ما يمليه عليك عقلك وتجد الصالح لخير البلاد.. (تأخذ الملكة بذراع الملك وتنسل به خارج القاعة.. بينما وقف مردخاي يراقب المشهد بمكر وهو يبتسم...).‏

اظلام‏



هوامش الفصل الثاني‏

1-القبالة: هيئة عهد إليها شؤون رعاية اليهود في البلاد غير اليهودية هذا في الظاهر، أما في الباطن فهي العنف والقتل والنساء-‏

راجع الجزء الثاني من بروتوكلات صهيون.‏

2-مدن بابلية (كلدانية) قديمة سقطت أثناء حروب الفرس والبابليين بسبب الدسائس والمؤامرات التي حاكها أهل السبي (اليهود).‏

3-مدن كنعانية يبوسية داخلية:‏

يريخو: أريحا (مدينة القمر) نسبة إلى تاج إله القمر‏

السامرة: (سبسطية) عاصمة إسرائيل الشمالية بعد انقسام مملكة سليمان وداوود.‏

4-التلمود: ص45-47.‏

التلمود: هو الاسم الجامع للمشنا والجمارا‏

(المشنا) التفسير الشفوي المعزو إلى شريعة موسى‏

(الجمارا) فهي شرح للمشنا‏

راجع كتاب التلمود لكل مريد 1 كوهين‏

5-بغتان وترش الحارسان في بلاط الملك الفارسي "احشويروش" اللذان حاولا قتله (سفر استير.. الترجمة الأمريكية.. العهد القديم)‏

6-التلمود ص45‏

7-التلمود ص47‏

8-التلمود ص47‏

9-احشويروش: أدان باليهودية على يد مردخاي.. راجع الطبري /1: 28/.. راجع سفر دانيال الجزء المترجم منه في كتاب البروتوكلات جـ 2 عرض عجاج نويهض.‏

المشهد الرابع-ناراسين يعترف‏

حصن شوشن القاعة العسكرية ‏

المشهد الرابع-ناراسين يعترف‏

(خيوط اللعبة)‏

(هامان لوحده يحدث نفسه بهدوء)‏

هامان : عاد الهدوء إلى "شوشن" ولكن الحذر واجب.. (يمشي ثم يقف).. كان المشهد مروعاً.. والمرازبة الأربعة مبقورة البطون.. دماء تسيل، وعقبان وغربان تنهش الجثث بلا رأفة.‏

(يدلف الحاجب القاعة)‏

الحاجب : (ينحني) سيدي‏

هامان : ما وراءك أيها الحاجب.‏

الحاجب : في الباب وفد المدن الكنعانية أورشليم وحاصور.‏

هامان : (يأخذ مكانه ويصلح من هندامه).. لقد ظهروا أخيراً؟‏

(يحدث نفسه باستفسار).. أو لم يصلوا إلى القصر؟‏

لماذا جاؤوا إلى الحصن؟ أين كانوا متوارين طيلة هذه الفترة؟‏

(يومئ للحاجب) أنا بانتظارهم..‏

(يدخل القاعة ثلاثة من الأشراف بلحى كثة طويلة ثم ينحنون حتى الركوع).‏

هامان : (مرحباً) أهلاً بوجهاء العرب الكنعانين.. أهلاً بكم في حصن شوشن (يبدي غبطة زائدة ويتصنع عدم المعرفة بما حدث لهم..)‏

يبدو أنكم وصلتم البلاد توا..‏

الأول (في ضيق) لا.. لا يا سيدي..‏

الثاني : (متابعاً) منذ نصف حول تقريباً..‏

هامان : (بحذر).. منذ نصف حول..؟ (في إطراء) لعل شوشن أخذتكم منا وأنستكم عناء السفر الطويل.. فهي جميلة.. (الثاني يهز رأسه بالنفي)..‏

هامان : أو أن القصر الملكي أضافكم..؟‏

الأول : لا هذا ولا ذاك يا سيدي.. يبدو أن الحظ لم يسعفنا في أن نمثل في حضرة مولانا الملك.. (يقاطعه الثالث)..‏

الثالث : (متابعاً) حتى شوشن العظيمة لم نرها..‏

هامان : (بتحفظ) أفهم من ذلك أنكم لم تقابلوا الملك؟ ولم تنزلوا المدينة؟‏

الثاني : هذا ما حدث يا سيدي.‏

الأول : بل أذلنا وزيركم يا سيدي.. ما أن دخلنا المدينة حتى أطبق جنده علينا وتوجهوا بنا إليه..‏

هامان : الوزير مردخاي؟ ماذا تقول؟ هل توجهوا بكم إلى القصر؟‏

الأول : لا.. بل إلى مكان نجهله تماماً وبعيداً عن (شوشن)..‏

هامان : (مبرراً على مضض).. على كل حال، ما فعله "مردخاي" ما هي إلا اجراءات أمنية.. (يبتسم بشفاه مرتجفة.. يلاحظ الوجهاء حالة الارتباك التي بدت على محياه..)..‏

هامان : (يتابع مبرراً). القصد منها أمن وسلامة الملك مولانا، وخاصة في مثل هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد..‏

الثاني : (مستفسراً) لكن الذي حصل؟.. القسوة التي قابلنا بها الجند؟ والشتائم والسباب انهالت علينا؟..‏

الثالث : (مقاطعاً) طلب منا معرفة السبب الذي أتينا من أجله؟.. كيف نطلعه على ملف الشكوى ونحن على علم مسبق أنه الوزير اليهودي في بلاط القصر.‏

الأول : يكفي أنه من نسل اليهود الذين وفدوا سراً يهاجمون "حاصور" و"أورشليم" و"يريخو" ويعملون في أهلها وممتلكاتها القتل والسلب ثم يفرون، وكم من مرة أحرقوا المعابد وحطموا الآلهة.‏

الثاني : (متابعاً) لقد زاد خطرهم في الآونة الأخيرة.‏

الثالث : ونحن نقاومهم بقوة.. و(بشلام) مرزبان حاصور).. أمرنا بالتوجه إلى مولانا الملك وإعلامه حقيقة أبناء السبي..‏

الأول : ووزيركم مردخاي يا سيدي: هددنا بالقتل لو بقينا يوماً آخر في "شوشن"‏

هامان : لماذا؟‏

الأول : قال لنا: الوضع الأمني في البلاد لا يسمح بوجودنا.. والملك مولانا خرج للصيد ولن يعود قبل حَوْلٍ على الأقل.‏

الثاني : (متابعاً) نحن على علم بعودة مولانا من رحلة الصيد الملكية قبل أيام من قدومنا.‏

الثالث : لا نخفي عليك يا سيدي.. إن الوزير مردخاي له اليد الطولى فيما يحدث في أورشليم وحاصور والمدن الأخرى، من فظائع الأمور..‏

الأول : (مقاطعاً) حالة الرعية تسوء يا سيدي.. والوضع لم يعد يطاق لقد جئناك خلسة إلى الحصن..‏

الثاني : عيون مردخاي تملأ أرجاء شوشن‏

(يخرج رقعة من البردى كانت مربوطة إلى كعب صندله الجلدي..)‏

هذا ملف الشكوى الذي أرسله المرزبان (بشلام)‏

(يتناول هامان الملف دون أن يفتحه بالوقت الذي يدخل فيه القائد على عجل)‏

القائد : (يقدم التحية العسكرية ثم ينحني) سيدي هامان.. أنهينا في شوشن وأطرافها توزيع الغلال والماشية على الرعية.. لكن تجار اليهود رفضوا.‏

هامان : (بعصبية) رفضوا وماذا فعلتم بهم أيها القائد؟‏

القائد : ما أمرتنا به يا سيدي.. صادرنا الأموال وأغلقنا المتاجر والذي قاوم منهم وضعناه في سجن الحصن..‏

هامان : (بغليان).. هذا لا يكفي..‏

(الوجهاء وقد تكتشف أساريرهم عن ابتسامات أزالت كدر الوجوه المتعبة، وشرعوا يهزون الرؤوس فيما بينهم وهم ينظرون إلى هامان باحترام وتقدير..)‏

القائد : أنا في شوق لم تأمر به يا سيدي..‏

هامان : (لنفسه) لقد أزف الوقت لتعرف من يكون هامان أيها اليهودي الوزير (يلتفت إلى القائد).. أيها القائد..‏

أعمل على راحة ضيوفنا وأنزلهم منزلة تليق بمقام الوجهاء.. أكرمهم بحفاوة تنسيهم ما حدث لهم.. (للوجهاء).. أقيموا في ربوع شوشن العظيمة، إلى أن أنظر مع الملك في أمر هذا الملف وبعدها نحملكم جوابنا إلى /بشلام/‏

(يأذن لهم بالخروج..)‏

القائد : (قبل أن يخرج).. سيدي‏

هامان : هل من طلب نلبيه لك..؟‏

القائد : وجود الوجهاء منعني من الكلام.. أخيراً بدأنا نفك رموز اللغز.‏

هامان : (في حيرة) فسر ما تقول أيها القائد؟‏

القائد : ناراسين.‏

هامان : ناراسين خادم المعبد؟..‏

القائد : يهودي آخر في ثياب كاهن وحارس لنارنا المقدسة..‏

هامان : (بدهشة) ما.. ماذا تقول؟‏

القائد : راقبته عيوننا وعرفت اتصالاته وأماكن تواجده ومواعيدها بدقة وكثيراً ما كان يتنكر في تحركاته المشبوهة، وعلاقته الكبيرة بالوزير مردخاي وجماعات يهودية تطلق على نفسها القبالة.‏

هامان : القبالة؟‏

القائد : (مفسراً) يقال أنها تنظم أمور اليهود في البلاد غير اليهودية هذا في الظاهر أما.. (يقاطعه هامان)..‏

هامان : (متابعاً بدهشة) أما في الباطن أيها القائد؟‏

القائد : في الباطن تزود جماعات أهل السبي بأدوات القتل والعنف في أور وأورشليم وحاصور و.. (يقاطعه هامان).‏

هامان : و.. شوشن أليس كذلك..؟‏

القائد : وهذا ما أخافه يا سيدي..؟‏

هامان : وماذا فعلتم مع ناراسين؟‏

القائد : أمرنا باعتقاله.. أودعناه الزنزانة بعد استجوابه وشددنا الحراسة عليه..‏

هامان : بماذا اعترف؟‏

القائد : لن تصدق بماذا اعترف يا سيدي‏

هامان : وهل هو لغز؟ قله بسرعة؟‏

القائد : توقعاتك كانت في مكانها.. مردخاي وجماعته ومعهم "ناراسين" قاموا بقتل العراف..‏

هامان (بدهشة).. عظيم.. فعلاً هذا ما توقعته؟.. تابع أيها القائد.‏

القائد : وناراسين ومعه يهودي يدعى عزرا‏

هامان : وماذا فعل هذا اليهودي الآخر..‏

القائد : أحرق المعبد والجثة وهرب متنكراً.. وعيوننا تبحث عنه في كل مكان.‏

هامان : (متسائلاً بغرابة) لماذا قتلوا العراف؟ ألم يكن من جماعتهم؟‏

القائد : وهذا ما عرفناه أيضاً.. العراف كان يهودياً ومن أهل السبي.. وحين كشف أمره الحكيم أزدشير.. قتلوه جماعته وألصقوا تهمة القتل بالحكيم أزدشير.. زوراً وبهتاناً.. وناراسين شاهد الزور..‏

هامان : أبناء العاهرات..؟ لقد أزفت ساعتك وتكشفت ألاعيبك وخسرت اللعبة يا مردخاي.. (يرفع صوته..) أقسم بقدسية النار..‏

سأصلبك على خشبة طولها خمسون ذراعاً‏

اسمع أيها القائد: أنتظرك في القصر.. أحضر ومعك ناراسين اليهودي‏

(يخرجان)‏

اظلام‏


المشهد الخامس-"اغتيال ناراسين"‏

القاعة الملكية..‏

المشهد الخامس-"اغتيال ناراسين"‏

(الملك وهامان وحالة من الإنفعال تسيطر عليهما)‏
NoUr kasem
NoUr kasem
مساعد المدير
مساعد المدير

عدد المساهمات : 1954
تاريخ التسجيل : 08/09/2009
العمر : 37
الموقع : دمشق . . فلسطينية الأصل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى